قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء إن تركيا لها الحق في حل مشاكلها في شمال سوريا وذلك في الوقت الذي واصلت فيه القوات المسلحة التركية عملية جوية كبيرة تستهدف فصيل كردي مسلح في المنطقة.
وأشار أردوغان في كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في البرلمان إلى احتمال شن هجوم بري ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا بعد تصاعد الهجمات الانتقامية على طول الحدود السورية في الأيام الأخيرة.
ونقل تلفزيون (تي.آر.تي) عن الرئيس التركي قوله إن أنقرة ستهاجم كل المناطق التي يقطنها المسلحون داخل تركيا وخارجها. وأضاف “تركيا قادرة على ضبط الإرهابيين الضالعين في هجمات على بلادنا وشعبنا ومعاقبتهم داخل حدود تركيا وخارجها” بحسب وكالة الأناضول.
ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله اليوم الأربعاء إن العملية الجوية التي تنفذها أنقرة في شمال العراق وسوريا أسفرت عن تحييد 254 مسلحا وأصابت 471 هدفا تابعا لهم.
وقال أكار أمس الثلاثاء إن هذه العملية هي “الأكبر والأشمل والأكثر فاعلية” ضد المسلحين في البلدين.
وفي تصريحات نقلتها وكالة الأناضول قال إنه تم “تحييد” 36854 مسلحا في تركيا وشمال العراق وسوريا منذ منتصف 2015، مشيرا إلى أن من بينهم 3585 منذ مطلع العام الجاري.
وأوضح أن بلاده تدعو الدول خاصة الولايات المتحدة إلى وقف ما وصفه بدعم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية.
قسد تستعد للتصدي لغزو بري تركي
من جهته، أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية الاستعداد للتصدي لغزو بري تركي في شمال شرق سوريا مبديا ثقته بالوصول لمستوى يمكّنهم من إحباط أي هجوم جديد وفق تعبيره .
وحذر القيادي في قسد من اتساع نطاق الحرب لتشمل جميع المناطق في حال هجوم تركيا مشددا على أن المعركة ستكون كبيرة ولن يتيحوا للأتراك فرصة السيطرة على المزيد من مناطقهم.
في السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء إن طائرات تركية مسيرة استهدفت منشآت نفط وغاز في ريف الحسكة وإن المنطقة تشهد تحليقا مكثفا منذ صباح اليوم الأربعاء.
وأضاف المرصد أن المسيّرات التركية نفذت ثلاث طلعات إحداها في محيط حقل العودي النفطي في ريف بلدة القحطانية، والثانية في منطقة محطة دجلة للنفط بريف بلدة الجوادية ضمن محافظة الحسكة، والثالثة استهدفت فيها منطقة محطة الغاز في قرية السويدية بريف المالكية (ديريك).
وكان نشطاء رصدوا، قصفاً صاروخياً نفذته القوات التركية فجر وصباح اليوم الأربعاء على مناطق انتشار القوات الكردية بريف حلب الشمالي، حيث استهدفت بأكثر من 20 قذيفة صاروخية مناطق في تل مضيق وتل جيجان وسد الشهباء، شمالي حلب، ما أدى لأضرار مادية، دون معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن.
وكان المرصد السوري أشار مساء أمس، إلى سقوط 7 صواريخ بالقرب من معبر باب السلامة على الحدود السورية التركية بريف إعزاز شمالي حلب، وسقطت عدة صواريخ داخل الأراضي التركية.
كما سقطت صواريخ قرب مخيمات للنازحين قرب معبر باب السلامة، وأطراف مدينة مارع بريف حلب، مصدرها قوات النظام، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية حتى هذه اللحظة.
وجاء ذلك رداً على مقتل وإصابة عناصر من قوات النظام بقصف بري نفذته القوات التركية على مطار منغ العسكري بريف حلب الشمالي.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد وثق مساء أمس، مقتل عنصرين من قوات النظام وإصابة آخرين بجروح بليغة، جراء استهداف القوات التركية مطار منغ العسكري بريف حلب الشمالي، حيث جرى نقل الجرحى إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وكانت وكالة “رويترز” نقلت عن مصادر تركية ومن المعارضة السورية أمس قولها إن طائرات حربية تركية اخترقت المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة لأول مرة لمهاجمة وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وحشدت حلفاء سوريين لتوسيع الحملة على الأرجح.
ووقعت الغارات بطائرات “إف-16” في الأيام القليلة الماضية مع تصعيد تركيا ووحدات حماية الشعب من الضربات المتبادلة التي أدت إلى مقتل مدنيين على جانبي الحدود.
وفي حين أن تركيا نفذت عدة عمليات كبيرة في شمال سوريا في السنوات القليلة الماضية، فقد استخدمت طائرات مسيرة في العديد من الضربات الجوية بالنظر إلى أن واشنطن المتحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب، وموسكو، حليفة دمشق، تسيطران على جزء كبير من المجال الجوي.