فيما يستعد قطاع غزة لأسابيع طويلة بعد من الدمار والقصف الإسرائيلي العنيف، تتراكم الأزمات في جنوبه لاسيما في مدينة رفح الملاصقة للحدود المصرية.
إذ باتت تلك المنطقة تجسد أسوأ الأزمات الإنسانية حول العالم.
فقد ضاعف فرار مئات الآلاف من الفلسطينيين من الغارات الإسرائيلية إلى رفح عدد سكانها ثلاث مرات، ما حول تلك المدينة الصغيرة إلى بؤرة اشتعال.
وتكدست مئات الأسر والعائلات التي نزحت من الشمال في المدارس والملاجئ.
أما من لم يجد مأوى أو خيمة فافترش الشوارع والحدائق حتى، لاسيما مع ارتفاع أسعار إيجارات الشقق الصغيرة من 100 دولار قبل الحرب إلى ما يقرب من 5000 دولار، وفق صحيفة “وول ستريت جورنال”.
تفشي الأمراض
ووسط شح المساعدات الطبية والغذائية، وحتى ندرة مياه الشرب والاستحمام أيضا بدأت العديد من المنظمات الإغاثية تحذر من تفشي الأمراض.
فقد وثقت بعض المنظمات بالفعل تفشي التهاب الكبد وداء الكلب والهربس، الناتجة عن الاكتظاظ وعدم كفاية المياه فضلا عن غياب محطات معالجة مياه الصرف الصحي.
كما انتشرت حالات الإصابة بالإسهال على نطاق واسع بين النازحين.
وقال توماس وايت، مدير شؤون وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة عبر حسابه في منصة “إكس” إن “أوامر الإخلاء الأخيرة قد تؤدي إلى نزوح نصف مليون شخص إضافي إلى رفح”.
كما أكد أن “البنية التحتية للمياه والصرف الصحي لن تقترب حتى من توفير احتياجات السكان النازحين داخليا، الذين يمكن أن يصل عددهم إلى مليون شخص”.
إلى كل ذلك، تضاف مشكلة الغذاء، وشح الطعام، التي تفاقمت منذ انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعاً واحداً، في الأول من ديسمبر بسبب تراجع عدد شاحنات المساعدات التي تدخل من مصر، وعرقلة القتال العنيف لتوزيعها حتى في جنوب غزة.
هل تصبح هدفاً؟
لكن الأسوأ قد يتفجر إذا ما قصفت القوات الإسرائيلية بقوة أكبر بعد تلك المدينة التي تعرضت خلال الأشهر الماضية لغارات وضربات أيضا، أو توغلت براً نحوها. خاصة أن الجيش الإسرائيلي، يتوقع أن تكون المعركة في جنوب القطاع أكثر تعقيدًا وصعوبة مما هي عليه في الشمال.
كما أن القوات الإسرائيلية لم توضح ما إذا كان من الممكن أن تصبح رفح هدفاً أيضا لعملياتها الحربية، متحفظة عن ألبوم بخطواتها الميدانية المستقبلية.
يبقى الأكيد أن الحرب ستسمر أسابيع بعد على أقل تقدير القادة الإسرائيليين، وسط تفاقم أزمة النازحين الفلسطينيين وارتفاع أعداد القتلى الذين يسقطون يومياً، بما فيهم الأطفال.
ومنذ انهيار الهدنة المؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس في الأول من ديسمبر، ارتفع عدد القتلى جراء القصف الإسرائيلي إلى 17490 بينهم 7870 طفلا و6121 امرأة، وفق آخر إحصاء صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الجمعة.