في تصريحات صادمة حذر فيليب لازاريني مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أمس السبت، من أن الهجوم الإسرائيلي على جنوب قطاع غزة، قد يدفع مليون نازح إلى الحدود المصرية.
وقال لازاريني في منشور عبر حساب”الأونروا على منصة “إكس”، ” من المرجح أن يرغب سكان غزة في الفرار إلى الجنوب، وإلى ما وراء الحدود. “
وبعدها بساعات قليلة وخلال لقاء للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي، على هامش أعمال “الدورة الـ٢٨ لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المُتحدة الإطارية لتغير المناخ” في دبي نوقش الوضع في غزة، إذ أعلنت الرئاسة المصرية أنه تم التوافق بشأن خطورة الموقف الحالي، وضرورة العمل على الحيلولة دون اتساع دائرة النزاع، فضلاً عن حماية المدنيين ومنع استهدافهم، ورفض البلدين القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين.
رد مصري حاسم
لكن السؤال حول كيفية رد مصر في حال أقدمت إسرائيل على دفع الفلسطينيين نحو النزوح إلى سيناء، بعدما أضحى قطاع غزة، منطقة تفتقد مقومات الحياة وغير صالحة للسكن أو الإقامة، لا يزال مطروحاً.
إلا أن السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق ومدير إدارة إسرائيل الأسبق بالوزارة قال بلهجة حاسمة، هذا لن يحدث، ولن تجرؤ إسرائيل على تنفيذ هذا السيناريو.
كما أكد في تصريحات أن ما تحلم به تل أبيب سيظل حلماً، ولن يجد صدى على أرض الواقع ، فمصر لن تقبل بذلك، ولا الفلسطينيين لديهم النية بمغادرة أراضيهم.”
وأوضح أنه من خلال عمله بالخارجية المصرية، ومديرا لإدارة إسرائيل بالوزارة، يستطيع القول إن إسرائيل لن تستطيع تهجير أي فلسطيني واحد من أرضه، لعدة أسباب، منها أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم، فضلا عن أنه لا توجد دولة مجاورة أو أي دولة أخرى في العالم تقبل توطين الفلسطينيين وتصفية القضية. واعتبر أنه لا يوجد في إسرائيل حالياً قيادة سياسية تتمتع بأغلبية تسمح لها بتوقيع اتفاق من هذا النوع، على غرار اسحق رابين أو اسحق شامير.
وأردف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو لا يملك أغلبية تؤيد أي مقترحات قد يتبناها أو يطرحها في هذا الشأن .
بعيد المنال
من ناحية أخرى، أشار إلى وجود انقسام بين حركتي فتح وحماس، ما يجعل الوصول لاتفاق حول التهجير أمرا صعباً وبعيد المنال.
إلى ذلك، أكد أن “حدود مصر مؤمنة ولو فعلت تل أبيب هذا الأمر، فهذا يعني أنها تغامر بأمنها، لأن الجيش المصري لن يقبل ذلك”
لكنه اعتبر أن الخوف يكمن في أن يذهب الفلسطينيون إلى دول أخرى مثل دول أميركا اللاتينية.
حواجز طبيعية وصناعية
في المقابل، رأى الخبير العسكري سمير راغب، أن فكرة منع النزوح إلى سيناء ممكنة من خلال إقامة حواجز طبيعية وصناعية على الحدود وتسهيل وصول المساعدات الغذائية والإغاثية لغزة لمساعدة الفلسطينيين على البقاء في أراضيهم.
وقال لـ”العربية نت” إن مصر لن تسمح بنزوح الفلسطينيين بأي حال من الأحوال، وستضطر للتدخل إذا لزم الأمر لمنع ذلك بأي صورة ممكنة حفاظا على أمنها وأراضيها وسيادتها، مؤكدا أن الموقف المصري واضح ومحدد بمنع التهجير.
السيناريو الأسوأ
لكنه رأى في الوقت عينه أن على مصر الاستعداد للسيناريو الأسوأ وأن تكون جاهزة له. وأضاف أن المخطط معد بأن يتم قصف الفلسطينيين حتى يفروا لسيناء.
إلا أنه أشار إلى 3 بدائل يمكنها وقف هذا المخطط ، وفق تعبيره، “الأول يكمن في إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح لوقف الصراع، أو استقبال الفلسطينيين في مصر لحين وقف الحرب وإعادتهم بعد ذلك، والثالث إغلاق الحدود مع قطاع غزة وإجبار إسرائيل على تحمل مسؤولياتها تجاه الفلسطينيين”.
ومنذ تفجر الصراع بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، يوم السابع من أكتوبر الماضي إثر هجوم حماس المباغت على مستوطنات وقواعد عسكرية في غلاف غزة، حذرت القاهرة من تهجير الفلسطينيين، والدفع بهم إلى سيناء. وقبل أيام أكد الرئيس المصري في كلمته خلال مؤتمر ” تحيا مصر” أن التهجير القسري للفلسطينيين خط أحمر، لا تقبله مصر ولن تسمح به، وحذر من أنه إذا خرج الفلسطينيون من أراضيهم فلن يعودوا إليها مرة أخرى!.