في تحد واضح لقمع النظام الإيراني؛ رددت مجموعة من السجينات السياسيات الإيرانيات عقب الإفراج عنهن من سجن إيفين، مساء الأربعاء 8 فبراير (شباط)، شعار الثورة: “المرأة، الحياة، الحرية”.
في الوقت نفسه، قالت نسرين ستوده، المحامية السجينة التي خرجت بإجازة من السجن، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، إن “تغيير النظام” لا يزال المطلب الرئيسي للشعب الإيراني المحتج.
وتم الإفراج يوم أمس عن كل من عالية مطلب زاده، وصبا كرد أفشاري، وفريبا أسدي، وبرستو معيني، وزهرا صفايي، وكلاره عباسي، وشهرة حسيني، من سجن إيفين.
وفور الإفراج عنهن، واصلت هؤلاء النساء “المقاومة ودعم الانتفاضة”، ورددن شعارات ثورية منها: “يجب إسقاط النظام القمعي”، و”المرأة، الحياة، الحرية” أمام سجن إيفين.
ونشرت نرجس محمدي، المتحدثة باسم مركز المدافعين عن حقوق الإنسان، خلال الأسابيع الماضية، تقريرًا عن العنبر العام للنساء في سجن إيفين، حيث تعرضت عشرات المعتقلات السياسيات لتعذيب مروّع وغير إنساني من قبل النظام الإيراني.
وفي بعض الأحيان مكثن في الحبس الانفرادي لمدة تصل إلى عامين، وتم حرمانهن من تلقي العلاج.
وبحسب تقريرها، فإن 57 من أصل 58 سجينة تعرضن لهذا “التعذيب الوحشي الرهيب”، وتم سجنهن لما مجموعه 8350 يومًا في الزنازين الأمنية بوزارة المخابرات والحرس الثوري.
وكانت ضمن هذه القائمة أيضا السجينات السياسيات السبع اللائي تم الإفراج عنهن أمس، حيث تم حبس عالية مطلب زاده في الحبس الانفرادي لمدة شهرين، وصبا كردأفشاري 26 يوماً، وفريبا أسدي 18 يوماً، وبرستو معيني شهرين، وزهرا صفائي 9 أشهر، وكلاره عباسي 20 يوماً، وشهره حسيني 33 يوماً.
كما أشارت محمدي إلى “الحاجة إلى العلاج” لخمسة منهن، وقالت إن زهرة صفائي مصابة بمرض في القلب، ويجب أن تخضع لعملية جراحية على الفور.
وبالإضافة إلى هؤلاء السبعة، فقد تم الإفراج أمس، عن محمد حبيبي، المتحدث باسم نقابة المعلمين، وتوحيد أمير أميني، ناشط مدني، وأمير حسين بريماني، كاتب وشاعر مسجون، وفرهاد شيخي، ناشط عمالي، ومتين سليماني، طالب في جامعة طهران ومن بين المعتقلين في الانتفاضة الشعبية، وإحسان بيربرناش، الكاتب الساخر والصحافي الرياضي.
المواطنون يريدون الاستفتاء
من ناحية أخرى، قالت نسرين ستوده، محامية حقوق الإنسان التي هي في إجازة طبية من السجن، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، في إشارة إلى التهديدات الموجهة ضد عائلتها: “أنا خائفة بسبب التهديد الذي يتعرض له أفراد عائلتي، لكن خوفي الأكثر هو مما سيحدث إذا لم أفعل أي شيء”.
وفي حديثها إلى كريستيان أمانبور، قالت ستوده: “اللامبالاة وقلة النشاط يزيد وضع الفتيان والفتيات الإيرانيين سوءًا. ولذلك، وعلى الرغم من مخاوفي، أحاول المساعدة في تحرير بلدي وشعبي”.
كما دعت إلى لفت انتباه الجمهور إلى حالة فرهاد ميثمي، الذي أثار نشر صوره بعد إضرابه عن الطعام وفقدانه الشديد للوزن، ضجة إعلامية خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي إشارة إلى المطالب الرئيسية الثلاثة لميثمي المتمثلة في الإفراج عن السجناء السياسيين والمدنيين، ووقف إعدام المتظاهرين، وإنهاء المضايقات على الحجاب الإجباري، أعربت هذه الناشطة الحقوقية عن أملها في تلبية مطالبه، و”الحفاظ على حياة فرهاد وحياة كل منا”.
كما استعرضت ستوده، التي تواجه عقوبة سجن قاسية لقبولها تمثيل ناشطين سياسيين واجتماعيين، الأشهر الخمسة للانتفاضة الشعبية الإيرانية في هذه المقابلة، وأشارت إلى إعدام المتظاهرين، وإطلاق الرصاص على أعينهم في الشارع، وإطلاق نار مباشرة على المظاهرات الشعبية، قائلةً إن النظام الإيراني يستخدم هذه الأساليب كأداة لقمع وترهيب المحتجين.
وبحسب ما ذكرته الحقوقية الإيرانية، على الرغم من هدوء الاحتجاجات في الشوارع لبعض الوقت، فإن هذا لا يعني نهاية الاحتجاجات الشعبية.
وأكدت ستوده أن “المواطنين ما زالوا غاضبين ويريدون تغيير النظام وإجراء استفتاء”.
وتستمر الانتفاضة الشعبية في مختلف مدن البلاد بعد خمسة أشهر، ويعبر المتظاهرون عن غضبهم من سياسات النظام الإيراني من خلال التجمعات، وترديد وكتابة الشعارات، وتدمير رموز النظام، وغيرها من أساليب الاحتجاج والعصيان المدني.