إيران تستعين بخيّالة الشرطة لإخماد الاحتجاجات.. و1000 حكم قضائي ضد المتظاهرين

تزامنا مع مواصلة الاحتجاجات في مختلف المدن الإيرانية، قال مسعود ستايشي، المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، إنه تم توجيه أكثر من ألف تهمة مرتبطة بأحداث الشغب التي تشهدها البلاد في الآونة الأخيرة.

وتشهد إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها في 16 سبتمبر الماضي بسبب ارتدائها “ملابس غير لائقة”، في أكبر تحد يواجه حكام البلاد منذ ثورة 1979.

استعانت السلطات الإيرانية بخيّالة الشرطة للسيطرة على الاحتجاجات التي اندلعت قبل أكثر من سبعة أسابيع إثر وفاة مهسا أميني بينما كانت محتجزة لدى شرطة الأخلاق، بحسب تسجيلات مصوّرة انتشرت على الإنترنت.

وفي خطوة نادرة من نوعها، نشرت السلطات مجموعة من عناصر الشرطة على متن أحصنة في شوارع طهران لإخماد الاحتجاجات، وفق تسجيل نشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتحققت “فرانس برس” من صحته.

وشوهدت وحدة خاصة ضمن دورية تقف أمام صف من الأعلام الوطنية الإيرانية على طريق رئيسي في حي صادقية الواقع في شمال غرب طهران. وتضم قوة خيالة الشرطة المعروفة بـ”أسواران” خيولا تركمانية وعربية.

وسبق أن شوهدت وحدة الفرسان في شوارع العاصمة الإيرانية في الماضي، خصوصا خلال مراسم استعراضية، لكن نشرها أثناء تظاهرات يعد أمرا غير مألوف.

واتبعت السلطات الإيرانية تكتيكات عدة للسيطرة على الاحتجاجات التي يعتبرها المسؤولون “أعمال شغب”.

وأفادت منظمة هنغاو لحقوق الإنسان في إيران بأن أكثر من ستين شخصاً من الأكراد قتلوا منذ اشتعال الاحتجاجات، وأكدت المنظمة أن نحو خمسة آلاف آخرين أصيبوا بإطلاق نار مباشر من قبل قوات الأمن.

وكانت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء، أوردت قبل نحو أسبوع نقلاً عن رئيس السلطة القضائية في العاصمة الإيرانية طهران قوله، إن نحو ألف شخص وجهت إليهم تهم ارتكاب أعمال شغب، وإنهم سيحاكمون علنا هذا الأسبوع في الوقت الذي تكثف فيه السلطات جهودها لإخماد الاحتجاجات المستمرة منذ أكثر من ستة أسابيع بعد وفاة الشابة مهسا أميني في الحجز لدى شرطة الأخلاق الشهر الماضي، مما أثار أحد أجرأ التحديات للقيادة الدينية منذ ثورة 1979.

وطالب الحرس الثوري، اليوم السبت، المحتجين صراحة بالابتعاد عن الشوارع. ووصف القادة الإيرانيون الاحتجاجات بأنها مؤامرة من أعداء الجمهورية الإسلامية، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل. وقال قائد “الحرس الثوري” في طهران حسن حسن زاده إن وحدات “الحرس الثوري” والشرطة، اعتقلت 14 شخصاً من «العناصر المتورطة» في مقتل عضو بارز في قوات الباسيج غرب طهران. وشارك متظاهرون من جميع أطياف المجتمع، ولعب الطلاب والنساء دورا بارزا، وأحرقت نساء حجابهن في هذه الاحتجاجات.

وقالت وكالة “تسنيم” شبه الرسمية للأنباء، نقلا عن كبير القضاة في إقليم طهران، إنه ستتم محاكمة حوالي ألف شخص “قاموا بأعمال تخريبية في الأحداث الأخيرة، بما في ذلك الاعتداء على حراس الأمن أو قتلهم، وإضرام النار في الممتلكات العامة” في محكمة ثورية. وأضافت أن المحاكمات ستتم بشكل علني.

والأحد، حث 277 نائباً متشدداً في البرلمان الإيراني، السلطة القضائية على «التعامل بحزم» مع المحتجين. وقال هؤلاء في بيان: «نطالب القضاء بالتعامل بحزم مع مرتكبي هذه الجرائم ومع كل من يساعدون في الجرائم ويحرضون مثيري الشغب»، وفق «رويترز».

وتشن السلطات الإيرانية حملة قمع دامية لقمع الاضطرابات. وقالت وكالة ناشطي حقوق الإنسان في إيران (هرانا) على تويتر إن عدد القتلى في صفوف المحتجين وصل إلى 319 قتيلاً، منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في أثناء احتجازها لدى “شرطة الأخلاق” بادعاء “سوء الحجاب” في طهران. ولفتت في إحصائياتها اليومية التي نشرت في وقت متأخر الأحد إلى 14 ألفاً و823 معتقلاً في الاحتجاجات، وذلك في 136 مدينة و135 جامعة شهدت احتجاجات.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate