رفضت إيران التقرير الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن زيادة إنتاج اليورانيوم في المواقع النووية الإيرانية بنسبة 60 %، واعتبرته محاولة من الولايات المتحدة وإسرائيل لصرف انتباه الرأي العام في المجتمع الدولي عن حرب غزة.
ووصف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، التقرير الجديد للوكالة الدولية بأنه “سياسي” و”ضجة إعلامية”، وذلك اليوم الأربعاء 27 ديسمبر، على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية.
وأكد أن هذا التقرير محاولة لصرف انتباه الرأي العام عن الصراع بين حماس وإسرائيل، وقال: “في هذا الموقف وفي أعقاب الوضع الذي خلقته لهم حرب غزة، يحاولون خلق أجواء أخرى لتحويل انتباه الرأي العام من غزة إلى إيران”.
وبحسب قول رئيس منظمة الطاقة الذرية، فإن إيران لم تقم “بأي عمل جديد” في مجال تخصيب اليورانيوم عالي النقاء، وتتابع فقط “نشاطها الحالي”.
وأضاف إسلامي أن أنشطة إيران “تتم وفقا للإطار واللوائح”.
وكتبت وكالة “رويترز” يوم 26 ديسمبر نقلا عن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية للدول الأعضاء، أن إيران زادت إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 60 % إلى نحو 9 كيلوغرامات شهريا. وبحسب الوكالة، يتم إنتاج هذه الكمية من اليورانيوم في موقعين هما فردو ونطنز.
وبحسب هذا التقرير، عادت طهران إلى المستوى السابق لإنتاج “یو اف 6” (سداسي فلوريد اليورانيوم) في الأشهر الستة الأولى من عام 2023.
وفي يونيو(حزيران)، خفضت إيران إنتاجها من اليورانيوم المخصب عالي النقاء إلى ثلاثة كيلوغرامات شهريا.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون، إن واشنطن تشعر بقلق بالغ إزاء التقرير الجديد للوكالة بشأن زيادة إنتاج اليورانيوم في إيران بنسبة 60 %.
وفي إشارة إلى الجماعات الوكيلة لإيران في المنطقة، أضافت واتسون أن تطور البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب تصعيد هجمات الحوثيين في اليمن في البحر الأحمر والهجمات على مواقع القوات الدولية في العراق وسوريا، قد أججت مخاوف بشأن أنشطة طهران “الخطيرة” و”المزعزعة للاستقرار”.
وقال ممثل روسيا في المنظمات الدولية التي تتخذ من فيينا مقرا لها، ميخائيل أوليانوف، ردا على التقرير الجديد للوكالة، إن الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، هي المسؤولة عن زيادة إنتاج اليورانيوم المخصب في إيران.
وكتب على شبكة التواصل الاجتماعي X أنه لو لم تمنع الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية إحياء الاتفاق النووي العام الماضي، لما تجاوز مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران 3.67 %.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت في وقت سابق أن احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب بنسب 5 % و20 % و60 % زادت مقارنة بسبتمبر(أيلول) من العام الجاري.
وأعرب المدير العام للوكالة الدولية، رافائيل غروسي، الشهر الماضي، في مقابلة مع قناة “فرانس 24” التلفزيونية، مرة أخرى عن قلقه بشأن البرنامج النووي الإيراني، وقال إن طهران لديها المواد والقدرة اللازمة لصنع قنبلة ذرية.
وأشار إلى أنه لا تزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها فيما يتعلق ببرنامج طهران النووي، وأكد أن مفتشي الوكالة الدولية عثروا على آثار لليورانيوم عالي التخصيب أو اليورانيوم المعالج في مراكز بإيران لا ينبغي أن تحتوي على يورانيوم.