استمرت الاحتجاجات المتفرقة في إيران ليل الأربعاء والساعات الأولى من الخميس، بشعارات ضد مرشد النظام الإيراني ومتضامنة مع انتفاضة عرب الاحواز، حيث تشير الأنباء هناك إلى وفاة متظاهر جديد متأثرا بجراحه.
وشهدت بلدة رباط كريم، جنوب طهران، مظاهرة في الشوارع مساء الأربعاء، تضامناً مع الاحتجاجات الشعبية في الاحواز.
وتظهر مقاطع فيديو، المتظاهرين وهم يسيرون في بعض شوارع المدينة ويهتفون بشعارات تندد بقمع النظام، وأفادت مصادر محلية باعتقال بعض المحتجين.
كما أضرم متظاهرون في مدينة “سرابلة” بمحافظة عيلام، النار في صورة كبيرة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وهتفوا بشعارات ضد النظام الحاكم وأعلنوا عن تضامنهم مع احتجاجات الاحواز.
وفاة متظاهر
هذا وأفاد ناشطون حقوقيون بوفاة علي عباس الساري، البالغ من العمر 18 عاما، وهو من أهالي مدينة الخفاجية لكنه أصيب برصاص قوات الأمن خلال احتجاجات في حي برديس بمدينة الاحواز يوم 17 يوليو، وتوفي أمس الأربعاء.
وبلغ بهذا عدد القتلى 9 متظاهرين عرب على الأقل بنيران مباشرة من قوات الأمن الإيرانية خلال الاحتجاجات التي بدأت في 15 يوليو احتجاجا على شح المياه وتجفيف الأنهار والأهوار (المستنقعات المائية) ضمن ما يقول الاحوازيون إنه مخطط حكومي إيراني يستهدف تهجيرهم.
ارتفاع عدد المعتقلين
من جهة أخرى، ترتفع أعداد المعتقلين في الاحواز إلى أكثر من ألف شخص، بحسب منظمات حقوقية، وذلك في ظل إشراف قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي بنفسه على عمليات القمع في الإقليم.
وفي هذا السياق، أكد كريم حسيني، النائب عن الاحواز في مجلس الشورى الإيراني، احتجاز “أطفال ومراهقين” خلال الاحتجاجات الأخيرة، قائلاً: “لا توجد إحصائيات دقيقة عن المعتقلين، لكن من خلال المتابعة وجدنا أنه تم القبض على الناس من جميع الأعمار”.
وأفادت مصادر محلية أن أهالي المعتقلين كانوا يتجمعون يومياً أمام مبنى المحكمة الثورية في منطقة “كيانبارس” بالاحواز للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم، لكن السلطات القضائية إما لم تستجب لهم أو طالبت بكفالات مالية باهظة بالمليارات من التومانات من أجل “الإفراج المؤقت”.
كما أن العديد من العائلات لا تعرف مكان احتجاز أبنائها والسلطات لا تقدم أي معلومات لأقارب المعتقلين.
وفي وقت سابق، تحدث مسؤولون كبار بمن فيهم علي شمخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وغلام حسين محسني إيجئي، الرئيس الجديد للسلطة القضائية، عن الإفراج الفوري عن معظم المعتقلين خلال احتجاجات الاحواز.
لكن شهود عيان أفادوا بأن عمليات المداهمة واقتحام بيوت الناشطين والمواطنين العرب واحتجازهم من قبل قوات الأمن استمرت ليل أمس في بعض مدن الإقليم.
هذا وأفادت “شبكة حقوق الإنسان الكردستانية” عن اعتقال ما لا يقل عن عشرة ناشطين أكراد ونقلهم إلى معتقل الحرس الثوري الإيراني في ثكنة “المهدي” بمدينة أورمية.
وقد تم حتى الآن التعرف على هويات خمسة من هؤلاء النشطاء وهم: عظيم ناصري وكجال أميني وأبو بكر مالكي وكمال عباسي وشمزين محمدي.
قانون لإلغاء دور المواطنين الصحافيين
بالتزامن مع ذلك، صادق البرلمان الإيراني الأربعاء، على مشروع قانون “حماية الفضاء الإلكتروني” والذي يتضمن عدة بنود تقضي بتشديد السيطرة على الإنترنت ومواقع التواصل، وملاحقة المواطنين الصحافيين، في ظل تزايد الاحتجاجات.