في الأسبوع العاشر واليوم السابع والستين من الاحتجاجات التي عمّت المدن الإيرانية حتى الساعات الأخيرة من مساء الاثنين 21 نوفمبر/تشرين الثاني، كانت المدن الكردية في محافظات كردستان وكرمانشاه والجزء الكردي من محافظة أذربيجان الغربية في طليعة الاحتجاجات وتضامنت معها مدن عدة، منها بوشهر وطهران ومشهد وكرج وإيذج وقم، وفي تقرير لها كشفت قناة سي إن إن عن تعرض محتجين للاغتصاب في معتقلات النظام الديني في إيران.
يوم الاثنين كان ساخنا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى حيث شن الحرس الثوري هجمات صاروخية ومسيراتية على مقرات الأحزاب الكردية في العراق بالتزامن مع أخذه المبادرة من القوات الأمن في قمع الاحتجاجات في المدن الكردية في غرب البلاد، ضمن تشديد إجراءات النظام لإخماد الانتفاضة.
طهران تتضامن مع المدن الكردية
وفي طهران شهد أحياء بوليفار فردوس وصادقية وونك وغيشا وسعادت آباد احتجاجات، كما شهد حي أفسرية بطهران تظاهرات في الشوارع لأول مرة منذ اندلاع الاحتجاجات في سبتمبر الماضي على خلفية مقتل الفتاة الكردية جينا (مهسا) أميني على يد شرطة الآداب في طهران.
وأفادت تقارير ومقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أن مجموعات من أهالي طهران نزلت مساء الاثنين حتى الساعات الأولى من فجر الثلاثاء إلى الشوارع لدعم المدن الكردية.
وردد المحتجون هتافات مثل “الموت للديكتاتور” و”الموت لخامنئي” و”الموت للباسيج” و”مهاباد وكردستان نور عين إيران” في مظاهرات في الشوارع ليل الاثنين في بوليفار فردوس، وفي حي جنت آباد هتف الحتجون: “الموت للديكتاتور”، “الموت لخامنئي”، وكان حي أفسرية لأول مرة مسرحا لمظاهرة في الشوارع ضد السلطات، وفي حي أنديشه أحرق المتظاهرون قاعدة لقوات الباسيج التابعة لحرس الثوري باستخدام زجاجات المولوتوف، كما شهد حي جيتكر مظاهرة تضامنية مع انتفاضة المدن الكردية.
مظاهرات تضامنية مع الأكراد في سائر المدن
وفي مدينة قدس (قلعه حسن خان)، غرب طهران فرض السكان سيطرتهم على الشوارع بإغلاق الطرق في الليلة 67 من الانتفاضة التي عمت أرجاء البلاد، كما نزل أهالي مدن دهلران ورانسر وقروة مساء الاثنين إلى الشوارع للاحتجاج على القمع العنيف لأهالي مهاباد وجوانرود.
وشهد ميناء بندر عباس على الخليج، جنوب إيران مظاهرة احتجاجية للأهالي احتجوا من خلالها “الموت للديكتاتور”، أما في مدينة مشهد، عاصمة محافظة خراسان رضوي، فهاجم عدد من المتظاهرين الشباب قاعدة الباسيج التابعة لحرس الثوري باستخدام قنابل المولوتوف.
وفي قزوين، شمال إيران سار المتظاهرون في الشوارع ورددوا شعارات ضد النظام معلنين تضامنهم مع المدن الكردية المنتفضة.
وأشعل المتظاهرون في مدينة برازجان، جنوب إيران، النار في مكتب النائب المحلي في البرلمان الإيراني ردا على انضمامه إلى الدعوة لإعدام المتظاهرين الذين تم اعتقالهم مؤخرا.
وفي مرودشت، جنوب وسط إيران، شارك الأهالي في جنازة ضحية الاحتجاجات “أرمان عمادي” الذي قتل على يد قوات الأمن وردد المشاركون في الجنازة: “نقاوم جميعا حتى النهاية”، “نقاتل لنستعيد إيران” و”الحرس الثوري هو داعشنا” .
وأضرم المحتجون من أهالي مياندوآب التركية الآذرية في محافظة أذربيجان الغربية النار في المباني الإدارية للنظام التي قررت إغلاق المحال التجارية التي أضربت، بشكل دائم.
ومدينة جوانرود الكردية، غربي إيران اندلعت فيها احتجاجات حاشدة على الرغم من القمع الشديد واستخدام المدافع الرشاشة من قبل الحرس الثوري والباسيج.
إلى ذلك حذرت مصادر حقوقية، في إشارة إلى نقص الدم والأدوية في المراكز الطبية في مدن جوانرود ومهاباد وبيرانشهر، من أن عدم حصول المتظاهرين الجرحى على الخدمات الطبية والأدوية “قد يتحول إلى أزمة خطيرة في البلاد في الأيام المقبلة”.
وفي هذا الصدد، أفاد موقع حقوق الإنسان “هنغاو”، أن القوات الحكومية قتلت يوم الاثنين 21 نوفمبر / تشرين الثاني، 5 مواطنين أكراد، هم إسماعيل غل عنبر ومسعود تيموري وحسام حسيني وجوهر فتحي وجمال أعظمي في جوانرود”.
تقرير سي إن إن عن اغتصاب محتجين في المعتقلات
في تقرير استقصائي، نشر يوم الاثنين، اتهمت شبكة CNN قوات العسكرية والأمنية الإيرانية باللجوء إلى العنف والاعتداء الجنسي ضد المتظاهرين الإيرانيين في مراكز الاحتجاز.
ويقول مؤلفو هذا التقرير إنهم تلقوا العديد من التقارير عن ممارسة العنف الجنسي ضد المتظاهرين في إيران وسمعوا قصصا للعديد من ضحايا العنف الجنسي، وواحدة من الروايات على الأقل تصف اغتصاب صبي مراهق، وضحية أخرى أصيبت بجروح خطيرة.
كما نقلت سي إن إن عن مصادر مطلعة تحدثت مع الضحايا وكتبت أن عملاء النظام صوروا فيلماً لبعض مشاهد العنف الجنسي وحولوه إلى أداة لابتزاز المتظاهرين وإسكاتهم، ولم ترد السلطات الإيرانية على طلب CNN بالرد على هذه الاتهامات.
بيت السينما: سنضرب إذا لم يتم إطلاق سراح المصورين السينمائيين الموقوفين
وهددت “بيت السينما الإيرانية” في بيان لها، مساء الاثنين 21 نوفمبر، بأنه إذا لم يتم إطلاق سراح المصورين السينمائيين الموقوفين، فسوف تطلب من أعضائها الإضراب عن العمل.
وفي هذا البيان، احتج بيت السينما على استمرار العنف ضد الشعب الإيراني والاستدعاءات والاعتقالات المتتالية لأعضائه، وذكر أنه إذا لم يتم الإفراج عن المصورين السينمائيين الموقوفين على الفور، فإن بيت السينما “سيطلب من أعضائه الإضراب”.
وذكر بيت السينما إن جهوده لاطلاق سراح المخرجين الموقوفين لم تفشل فحسب، بل أدت أيضا إلى المزيد من الاستدعاءات والاعتقالات جديدة.
في الأيام الأخيرة ومع اتساع نطاق الاحتجاجات على مستوى البلاد في إيران، تم توقيف ممثلات وممثلين سينمائيين من قبيل هنغامة قاضياني وكتايون رياحي، كما تم استدعاء العديد من أعضاء الوسط السينمائي والفني واستجوابهم من قبل المؤسسات الأمنية بسبب دعمهم للمتظاهرين.