نظمت مجموعة من أهالي مدينة “زابل”، شمال محافظة بلوشستان إيران، تجمعا للاحتجاج على فشل سياسات الحكومة الإيرانية في التعامل مع أزمة الجفاف والعواصف الرملية والترابية و”عدم توفير حصة إيران من مياه نهر هيرمند الحدودي”.
وقال المتحدثون في التجمع إن شح المياه في هذه المنطقة دخل مرحلة “حرجة للغاية”.
في هذا التجمع، الذي وصفته وكالات الأنباء الرسمية في إيران بأنه “تجمع قانوني”، حضر مئات الأشخاص من “زابل” وطالبوا بحضور الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في هذه المنطقة و”إنشاء المجلس الأعلى لمقر أزمة بلوشستان”.
وخلال هذا التجمع، حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “بلوشستان بلا ماء، وبلوشستان ليس بها هواء، وبلوشستان ليس لها مصدر رزق”، و”بلوشستان متعطشة للمياه، بلوشستان متعطشة للاهتمام”، و…
وفي بعض اللافتات، شدد المتظاهرون على ضرورة “تشكيل مجلس أعلى للأزمات في بلوشستان” وبعض اللافتات حملت شعار “تدمير بحيرة هامون، تدمير لبلوشستان ولمضيق أحد إيران”، وأطلق المحتجون على المنطقة الشمالية لبلوشستان اسم “مضيق أحد إيران” و حذروا سلطات النظام الإيراني من أن أزمة نقص المياه في هذه المنطقة يمكن أن تصبح “تحديًا للأمن القومي”.
وطالب المتظاهرين بمعالجة أزمتي الغبار والعواصف الترابية وأزمة نقص المياه في بلوشستان، وخاصة في مدن وقرى شمال هذه المحافظة.
وشدد أحد المتحدثين في التجمع على أن أزمة المياه ونقص الصناعات في المنطقة قد عرضت معيشة المواطنين للخطر ووجهت ضربات شديدة للشعب، قائلا إن سكان شمال محافظة بلوشستان يطالبون بـ “التعويض عن الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي” و”الإعفاء الضريبي” و”إعفاء أصل وفائدة التسهيلات المقدمة لمربي الماشية”.
وأكد متحدث آخر في التجمع أن شح المياه في منطقة بلوشستان قد اجتازت مرحلة “الأزمة” ودخلت مرحلة “حرجة للغاية”.
يذكر أن تجمع يوم الإثنين 31 يوليو هو التجمع الخامس في الأشهر الأخيرة للاحتجاج على أزمة نقص المياه في منطقة شمال بلوشستان.
ويشار إلى أن إقليم بلوشستان، بالإضافة إلى معاناته من الفقر الاقتصادي وأزمة نقص المياه وظاهرة الغبار، واجه في الشهر الماضي أيضًا “انقطاع مياه الشرب”، و”انقطاع التيار الكهربائي”، لدرجة أن مياه الشرب انقطعت عن مدينة زاهدان لعدة أيام، وتكرر هذا الوضع في “زابل”، ثاني أكبر مدينة في الإقليم.
وفي هذا الصدد، أشار محمد سركزي، ممثل “زابل” في البرلمان الإيراني، الثلاثاء 27 يونيو، إلى درجة الحرارة التي تجاوزت 50 درجة مئوية، والرياح التي تستمر 120 يومًا مع الغبار في منطقة بلوشستان، قائلاً إنه تم قطع مياه الشرب والكهرباء في العديد من القرى، لكن شركتي الكهرباء والماء في البلاد لم تتعاونا بأي شكل من الأشكال فيما يتعلق بقطع المياه والكهرباء عن أهالي زابل.
كما أعلن باحثون خلال اجتماع “المياه والتنمية والهجرة المناخية” الذي عقد في 19 يونيو(حزيران) في “مرصد الهجرة الإيراني”، أنه في العام الماضي وحده، بسبب أزمة نقص المياه وتداعياتها، هاجر “10 آلاف أسرة” من مدينة زابل والمناطق المحيطة بها إلى مناطق أخرى من إيران.