تدخل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الثلاثاء، يوماً جديداً من الاقتتال والتصعيد، حيث تحاول روسيا جني المزيد من المكاسب على الأرض، فيما تحاول قوات كييف استعادة أراضيها من الجيش الروسي، بمساعدة عسكرية من الغرب.
وفي آخر التطورات الميدانية، قال مدير الاستخبارات الروسية سيرغي ناريشكين إن القوات الروسية تتصدى حاليا لهجمات مضادة يقودها حلف الناتو، وليس الجيش الأوكراني.
وقال ناريشكين إن الناتو يستخدم الجنود الأوكرانيين كقوة بشرية لتنفيذ مخططاته العسكرية وسيلجأ لجنود من شرق أوروبا وألمانيا في مرحلة لاحقة. وأضاف ناريشكين أن بريطانيا تحاول إقناع الدول الأوروبية برفض مسار السلام في أوكرانيا.
وكانت روسيا شنت هجوما جويا واسعا طوال الليل، وحتى صباح اليوم الثلاثاء، على أوكرانيا استهدف العاصمة ومدنا من الشرق إلى الغرب. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن المعلومات الأولية تشير إلى أن أنظمتها للدفاع الجوي أسقطت 28 من أصل 30 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف على “تليغرام” إن القوات والدفاعات الجوية حددت نحو 20 هدفا للعدو ودمرتها في المجال الجوي حول كييف. وأضاف “هجوم جوي مكثف آخر على العاصمة”.
وقالت الإدارة العسكرية في لفيف، المدينة التي يسكنها نحو 700 ألف نسمة وتبعد 70 كيلومترا من الحدود مع بولندا، إن روسيا قصفت “بنية تحتية حيوية” في المدينة، ما أدى إلى اندلاع حريق. وأفادت التقارير الأولية بعدم وقوع إصابات.
وقال رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا، على “تليغرام” إن الغارة الروسية استهدفت البنية التحتية للاتصالات والزراعة. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا فى زابوريجيا. وقالت القيادة العسكرية العليا إن روسيا أطلقت سبعة صواريخ في الهجوم على زابوريجيا، وفق تقارير أولية.
بالمقابل، نقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء عن سلطات بالمنطقة عينتها موسكو أن القوات الأوكرانية قصفت اليوم بلدة نوفا كاخوفكا، التي تسيطر عليها روسيا في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، بطائرات مسيرة مما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين.
“ضربة كبرى”
هذا وقالت أوكرانيا إنها طردت القوات الروسية من ثامن قرية في هجومها المضاد المستمر منذ أسبوعين، وتعهدت مسؤولة كبيرة بوزارة الدفاع “بضربة كبرى” في الأيام المقبلة رغم المقاومة الشديدة التي تبديها موسكو.
وقالت نائبة وزير الدفاع هانا ماليار إن القوات الأوكرانية استعادت قرية بياتيخاتكي الواقعة في قطاع شديد التحصين من خط المواجهة بالقرب من أقرب الطرق المباشرة إلى ساحل بحر آزوف في البلاد.
وجاء ذلك ضمن تقدم كييف لما يصل إلى 7 كيلومترات داخل الخطوط الروسية خلال أسبوعين، وسيطرت خلاله على 113 كيلومترا مربعا من الأراضي.
وأضافت ماليار عبر “تيلغرام”: “لن يتخلى العدو بسهولة عن مواقعه، وعلينا أن نعد أنفسنا لمواجهة صعبة.. الجيش يتحرك وفق المخطط والضربة الكبرى لم تأت بعد”.
وقالت إن أشرس القتال يدور في شرق وجنوب أوكرانيا. وبشكل منفصل، قالت إن الجيش الأوكراني منع تقدما روسيا في الشرق، حيث يركز وحداته، بما في ذلك قوات سلاح الجو.
زيلينسكي: “النتيجة لصالح أوكرانيا”
يأتي ذلك فيما قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إن جيش كييف يتقدم في بعض القطاعات ويسعى لصد هجمات مكثفة في مناطق أخرى. لكنه قال إن النتيجة النهائية في صالح أوكرانيا.
وأضاف: “لم نفقد مواقع، وإنما حررنا بعضها. وهم فقط يتكبدون الخسائر”.
وأظهر مقطعان مصوران نشرهما الجيش الأوكراني على “تيلغرام” ما قال إنه تقدم لقواته لاستعادة قرية بياتيخاتكي، وتضمنا عدة هجمات على مواقع روسية وأحد الأرتال العسكرية. وأظهر مقطع دخانا كثيفا يتصاعد من المنطقة بينما تتقدم مجموعات من المركبات المدرعة الأوكرانية على طريق ريفي.
وظهر في نهاية المقطع المصور جنود واقفون أمام مبنى مزين بأعلام أوكرانيا ويقولون إنهم حرروا القرية.
وتعكس تقارير استعادة السيطرة على القرى مكاسب أوكرانيا المتزايدة حتى الآن في قطاعات أمضت موسكو شهورا في تعزيزها.
غير أن قرية بياتيخاتكي تكتسب أهمية خاصة، إذ أنها تقع على بعد نحو 90 كيلومترا من الساحل.
وفي المقابل، قالت روسيا إنها صدت العديد من الهجمات.
وأقرت أوكرانيا بشن هجمات على مناطق مختلفة من خط المواجهة الذي يبلغ طوله ألف كيلومتر في هجومها المضاد الذي طال انتظاره لاستعادة 18% من أراضيها التي تحتلها روسيا، لكنها تحرص على السيطرة على المعلومات لأسباب أمنية.
ويقول محللون إن المرحلة الرئيسية للهجوم المضاد لم تبدأ بعد.
ويبدو أن كلا الجانبين تكبد خسائر فادحة في القتال في الآونة الأخيرة ويقول كلاهما إن الجانب الآخر أكبر.
وأعدت أوكرانيا مجموعة من الوحدات العسكرية الجديدة للهجوم المضاد، في حين أن ألويتها صمدت أمام هجوم الشتاء الروسي في الشرق.