بينما يتواصل تسمم الطالبات في مختلف مدارس إيران، ازدادت ردود الفعل على هذا الموضوع، وكشفت وسائل الإعلام جوانب جديدة من هذه القضية. وفي أحد ردود الفعل وصف مولوي عبد الحميد هذه التسممات بـ”الانتقام من الفتيات والنساء بسبب انتفاضتهن ضد النظام الإيراني”.
وفي تقرير بعنوان “قنابل ذات رائحة”، ناقشت صحيفة “هم ميهن”، اليوم الاثنين، العواقب الجسدية للتسمم المتسلسل للطالبات، وكتبت أن “عدداً من طالبات ثانوية أحمدية في بروجرد قلن إن أجزاء من أجسادهن أصبحت مشلولة في المدرسة”.
وبحسب هذا التقرير، قالت طالبتان من مدرسة 15 خرداد في بروجرد إنهما شاهدتا جسما شبيها بقنبلة صغيرة ألقيت من خارج المدرسة في الفناء وأن المادة التي خرجت منها سممتهما.
وكتبت “هم ميهن” أيضاً أنه في يوم الأحد الموافق 26 فبراير (شباط)، شهدت مدرسة “فرشتكان” الابتدائية الواقعة في المنطقة الأولى ببروجرد أيضًا حالة تسمم أخرى- هذه المرة كانت لطالبات المرحلة الابتدائية؛ وبحسب والدي إحدى الطالبات المصابات، تسبب الحادث في دخول قرابة 60 طالبةً إلى المستشفى.
وأضافت هذه الصحيفة أن مساعيها للتواصل مع المسؤولين الطبيين ببروجرد لم تتوصل إلى أي نتائج.
إلا أن أحد أطباء الطوارئ في مستشفى شريعتي ببروجرد، والذي كان مسؤولاً عن علاج مجموعة من الطالبات المتسممات، قال لـ”هم ميهن” إن معظم الطالبات كن يعانين من أعراض الصداع ومشاكل في التنفس والخمول والغثيان وانخفاض ضغط الدم، وقد أصيب بعضهن بتوتر شديد.
وقالت فاطمة مقصودي، ممثلة بروجرد في البرلمان الإيراني، لصحيفة “هم ميهن” إن حالات التسمم هذه “مقصودة بالتأكيد”.
وأكدت مقصودي أنه “تم العثور على أدلة من فحص كاميرات المدرسة من قبل قوات الأمن. وتشير هذه القرائن إلى أن ما حدث لم يكن غير طبيعي فحسب، بل كان مقصودًا أيضًا، ولكن حتى تتم معرفة السبب، لا يمكننا التحدث عنه أكثر من ذلك، الآن”.
في الوقت نفسه، أعلن يوسف نوري، وزير التربية والتعليم الإيراني، أن وزارة الصحة تتابع قضية التسمم وسيتم إعلان النتائج عبر وسائل الإعلام.
وجاءت هذه التصريحات فيما وصف نوري سابقًا التقارير حول تسمم الطالبات بـ”الإشاعات” وادعى أن الطالبات اللواتي نُقلن إلى المستشفى مصابات بـ”أمراض كامنة”.
وكان نوري قد نفى صحة هذه التقارير ووصفها بـ”الإشاعات” يوم 15 فبراير (شباط)، بعد اجتماع حكومة إبراهيم رئيسي، ردا على نشر تقارير وصور عديدة عن تسمم طالبات في مدينة قم.
وفي غضون ذلك، وصف مساعد وزير الصحة، يونس بناهي، أمس الأحد، هذه التسممات الكيماوية في قم بأنها مقصودة وقال: “تبين أن بعض الأشخاص يريدون إغلاق جميع المدارس، وخاصة مدارس البنات”.
إلا أن مولوي عبد الحميد إسماعيل زاهي، خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان، رد على مسلسل تسمم الطالبات في إيران، قائلا إن هذا الفعل غير إنساني ومعادٍ للإسلام ومعادٍ لتعليم النساء، وقد جاء انتقاماً لانتفاضتهن الأخيرة.
وكتب مولوي في تغريدة: “تسمم الطالبات في قم، وبروجرد، عمل غير إنساني ومناهض للإسلام ومعاد لتعليم النساء وجاء انتقاماً لانتفاضتهن الأخيرة. ونأمل أن يتم التعرف على مرتكبي هذه الجريمة المتسلسلة ومعاقبتهم على أفعالهم في أسرع وقت ممكن”.
وأكد علي رضا منادي، رئيس لجنة التربية في البرلمان الإيراني، في حديث لـصحيفة “شرق”، أن تسمم الطالبات كان متعمداً، وقال إن المؤسسات الأمنية تتابع الأمر بحساسية أكبر، لتحديد العوامل المتورطة في الحادث.
وعزا هذه التسممات إلى “الأعداء”، وقال لوكالة “تسنيم”: “بما أن وزير المخابرات قد صرح مؤخرًا بأن هذه الوزارة قد بدأت تحقيقًا في تسمم الطالبات، فسنقوم بدعوة وزير المخابرات لإعطاء تفسيرات، إذا لزم الأمر”.