شنّت إسرائيل السبت عمليات قصف إضافية على غزة مع تأكيدها مواصلة الحرب ضد حركة حماس بعيد صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يدعو إلى زيادة كبيرة وفورية في المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.
مقتل 4 إسرائيليين
في المقابل، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم السبت أن مقاتليها أجهزوا على أربعة جنود إسرائيليين من نقطة صفر بمخيم جباليا شرق قطاع غزة.
وكانت القسام ذكرت في وقت سابق أن مقاتليها يخوضون اشتباكات مع قوات إسرائيلية متوغلة في منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.
وذكرت القسام على تليغرام أن مقاتليها استخدموا خلال الاشتباكات عبوات العمل الفدائي وقذائف “الياسين 105″ المضادة للدروع والقذائف المضادة للأفراد والتحصينات، و”أوقعوا خلالها عددًا كبيرًا من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح”.
وقالت كتائب القسام أمس الجمعة إنها أوقعت 5 جنود إسرائيليين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بين قتيل وجريح بعد استهدافهم بقذيفة مضادة للتحصينات والاشتباك معهم.
مقتل 18 فلسطينيا في مخيم النصيرات
في السياق، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس صباح السبت مقتل 18 شخصا في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم النصيرات وسط القطاع “خلال الليلة الماضية”.
وأكدت أن الجيش الإسرائيلي يواصل “القصف المكثف” لمختلف أنحاء القطاع، مشيرة الى مقتل أكثر من 400 شخص في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة.
“تدمير مجمع أنفاق استراتيجي”
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي ليل الجمعة تدمير مجمع أنفاق “استراتيجي” ومقرات لحماس في مدينة غزة بشمال القطاع.
يأتي ذلك بعيد صدور قرار مجلس الأمن الرقم 2720 الذي يدعو “كل الأطراف الى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق” إلى غزة، واتّخاذ إجراءات “عاجلة” بهذا الصدد و”تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية”.
ويطالب النص أيضا باستخدام “كل طرق الدخول والتنقل المتاحة في كل أنحاء قطاع غزة” لتوصيل الوقود والغذاء والمعدات الطبية إلى القطاع.
وصدر القرار بتأييد 13 من الأعضاء وامتناع الولايات المتحدة وروسيا.
“قرارات ملزمة لكن لا تحترم”
لكن تأثيره على الأرض يبقى موضع تساؤل، إذ أن المساعدات التي تدخل قطاع غزة بكميات محدودة لا تقارن بالحاجات المتعاظمة لسكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة نزحت غالبيتهم العظمى في ظل الحرب والدمار الذي طال غالبية مقومات الحياة اليومية.
وفي حين أن قرارات المجلس ملزمة، لا يمنع ذلك بعض الدول من عدم احترامها.
“تسريع عملية التسليم من خلال “التشاور”
ويقترح القرار نظاما تحت رعاية “منسّق” أممي مسؤول عن “تسريع” عملية التسليم من خلال “التشاور” مع الأطراف، ما يعني أن إسرائيل ستحتفظ بالإشراف التشغيلي على توصيل المساعدات.
وخلفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة حتى الآن 20057 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 50 ألف جريح، وفق أحدث حصيلة لحكومة حماس.
وأدت الحرب الى دمار واسع في غزة، وأحالت أحياء بكاملها ركاما. كما بلغ الوضع الإنساني مستويات كارثية بعدما شددت إسرائيل حصارها على القطاع بعيد اندلاع الحرب، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود والمواد الغذائية.
أوضاع إنسانية كارثية
ورغم السماح بدخول قوافل إغاثية، تؤكد منظمات دولية أن هذه الكميات تبقى أدنى بكثير من حاجات السكان.
وعلى مدى الأسابيع الماضية، كانت المساعدات الإنسانية تدخل حصرا عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وفي الآونة الأخيرة، أعلنت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم بين أراضيها والقطاع بشكل “مؤقت”. وتقوم إسرائيل بتفتيش كل المساعدات قبل أن تجيز إدخالها.
ويواجه نصف مليون شخص، أي قرابة ربع السكان، خطر الجوع بحسب تقرير صادر هذا الأسبوع عن برنامج أممي يرصد مستويات الجوع في العالم. وفي الأسابيع الستة المقبلة، قد يجد جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، أنفسهم في الوضع نفسه.
إلى ذلك، فإن تسعة فقط من مستشفيات غزة البالغ عددها 36 لا تزال تعمل جزئيا، وفق منظمة الصحة العالمية.