في توقيت حساس إقليمياً مع استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة للشهر السابع على التوالي، أحبط الأردن “مؤامرة إيرانية” لتهريب أسلحة إلى داخل الأراضي الأردنية من أجل تنفيذ أعمال تخريبية، وفق ما كشف مصدران أردنيان مطلعان.
وأوضحا أن الأسلحة أرسلتها فصائل مدعومة من إيران في سوريا إلى خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن لها صلات بالجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية.
أردنيون من أصل فلسطيني
كما أضافا أنه تم الاستيلاء على المخبأ عندما ألقي القبض على أعضاء الخلية، وهم أردنيون من أصل فلسطيني، في أواخر مارس/آذار الماضي، حسب ما نقلت وكالة رويترز، اليوم الأربعاء.
إلا أن المصدرين، رفضا الكشف عن الأعمال التخريبية التي يُزعم أنه تم التخطيط لها، لافتين إلى أن التحقيقات الجارية سرية.
إنما اكتفيا بالقول إن هدف المؤامرة كان زعزعة استقرار البلاد التي يمكن أن تصبح نقطة اشتعال إقليمية في حرب غزة، لاسيما أنها تستضيف قاعدة عسكرية أميركية وتشترك في الحدود مع إسرائيل وكذلك سوريا والعراق، وكلاهما موطن لميليشيات مدعومة إيرانياً.
كما لم يحددا الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها في مارس، على الرغم من قولهما إن الأجهزة الأمنية أحبطت في الأشهر الأخيرة محاولات عديدة من قبل إيران والجماعات المتحالفة معها لتهريب أسلحة بما في ذلك ألغام كليمور ومتفجرات C4 وسيمتكس وبنادق كلاشنيكوف وكاتيوشا عيار 107 ملم. صواريخ.
إلى ذلك، كشفا أن معظم تلك الأسلحة التي صودرت على مدى الأشهر الماضية كانت متجهة إلى الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
طريقة التهريب
لكنهما لفتا في الوقت عينه إلى أن بعض الأسلحة ومن ضمنها تلك التي تم الاستيلاء عليها في مارس، كانت مخصصة للاستخدام في الداخل الأردني من قبل خلية الإخوان.
وقال أحد المصدرين، وهو مسؤول مطلع على الأمور الأمنية، “أخفوا هذه الأسلحة في حفر تسمى النقاط الميتة، وحددوا موقعها عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وصوروا موقعها ثم أمروا رجالهم باستعادتها من هناك”، في إشارة إلى الطريقة التي يتم بها تهريب السلاح عامة.
هذا، وكشف المصدران أن السلطات الأردنية تعتقد أن إيران والجماعات المتحالفة معها مثل حماس وحزب الله اللبناني تحاول تجنيد أعضاء متطرفين شباب من جماعة الإخوان في البلاد للانضمام إلى جماعاتهم المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة، في محاولة لتوسيع شبكة طهران الإقليمية من الميليشيات.
الإخوان تؤكد
في المقابل، أكد ممثل كبير للإخوان في الأردن أن بعض أعضاء الجماعة اعتقلوا بالفعل في مارس/آذار وبحوزتهم أسلحة.
لكنه أكد أن كل ما فعلوه لم توافق عليه الجماعة، مضيفا أنه يشتبه في أنهم كانوا يقومون بتهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية وليس التخطيط لأعمال في الأردن.
كما لفت إلى أن “هناك حواراً بين الإخوان والسلطات الأردنية”، زاعما أن عمان تدرك أنه في حال ارتكاب أي أخطاء فلا تتحمل الجماعة برمتها المسؤولية عنها بل أفراد فيها فقط.
جندهم العاروري
بدوره، قال عضو كبير آخر في الجماعة إن أعضاء الخلية المعتقلين تم تجنيدهم من قبل القيادي في حماس صالح العاروري، الذي كان العقل المدبر لعمليات الجماعة في الضفة الغربية من منفاه في لبنان، قبل أن تغتاله إسرائيل بمسيرة في بيروت بيناير الماضي.
يذكر أنه خلال العام الماضي، أعلن الأردن مرارا إحباط العديد من محاولات تهريب أسلحة ومخدرات، نفذها متسللون مرتبطون بالميليشيات الإيرانية في سوريا.
فيما تمكنت بعض الشحنات من الدخول دون أن يتم اكتشافها.
إلا أن الشهرين الماضيين شهدا توتراً ملحوظاً بين عمان وطهران، التي نفت سابقا تورطها في عمليات التهريب هذه، إثر الهجوم بمئات الصواريخ والمسيرات الذي نفذته نحو إسرائيل، ورد الأخيرة أيضا.