مع استمرار الاحتجاجات الغاضبة في إيران، منذ منتصف الشهر الماضي، تنديدا بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني، جددت الأمم المتحدة دعوتها السلطات الإيرانية إلى وقف القمع واستخدام العنف ضد المتظاهرين، والاعتقالات التعسفية التي طالت أيضا الأطفال والقاصرين.
فقد دعت متحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، إلى ضرورة توقف السلطات الإيرانية عن الاستخدام “غير الضروري وغير المتناسب للقوة ضد المحتجين، داعيا إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين “تعسفاً”.
اعتقالات تعسفية
وقالت المتحدثة رافينا شامداساني في بيان إن “تعامل قوات الأمن الإيرانية العنيف مع المحتجين والتقارير الواردة عن الاعتقالات التعسفية وقتل الأطفال واحتجازهم أمر مقلق للغاية”.
كما حثت شامداساني السلطات الإيرانية على إجراء تحقيقات فورية ونزيهة ومستقلة في جميع الانتهاكات المزعومة وضمان محاكمة المسؤولين عنها.
مقتل 23 طفلاً
وكانت لجنة حقوق الطفل الأممية شددت أمس على وجوب أن تخضع كافة “الانتهاكات الخطيرة لحقوق الأطفال في إيران لتحقيق معمق من قبل سلطات مختصة مستقلة ومحايدة”. وذكرت أن 23 طفلاً على الأقل قتلوا على يد قوات الأمن الإيرانية، وأصيب المئات بجروح أو اعتقلوا أو تعرضوا للتعذيب في التظاهرات السلمية الأخيرة التي عمت البلاد.
يذكر أنه منذ وفاة أميني في 16 سبتمبر (2022) بعد ثلاثة أيام من اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق، ومن ثم نقلها إلى أحد المستشفيات في طهران، والتظاهرات لم تهدأ في إيران
فقد أشعلت وفاتها منذ ذلك الحين نار الغضب حول عدة قضايا، من بينها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة، فضلاً عن الأزمة المعيشية والاقتصادية التي يعاني منها الإيرانيون، ناهيك عن القواعد الصارمة التي يفرضها نظام الحكم وتركيبته السياسية بشكل عام.
في حين عمدت السلطات إلى أساليب القمع والعنف، سواء عبر قطع الإنترنت أو استعمال الرصاص الحي لتفريق المحتجين، أو اعتقال طلاب الجامعات وحتى تلاميذ المدارس.