الانتصار الكبير في الزمن الصعب (8)
قادة النصر العربي
ثالثاً: الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى
الملك سلمان حفظه الله تعالى ومتعه بالصحة والعافية هو حكيم العرب ، والقائد الأبرز الذي عاصر كل القضايا التي تمس أمن الأمة وكيانها في العصر الحديث ، فقد عاصر كل ملوك السعودية ، وتَـمَـرَّس في العمل الإداري والقيادي فترة طويلة تزيد على خمسين عاماً ، فقد تمَّ تعيينه أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة عام 1954م وكان سنه وقتها تسعة عشر عاماً ، وبعدها بسنة صدر أمر ملكي بتعيينه أميراً لمنطقة الرياض. وعينه الملك عبد الله وزيراً للدفاع بعد وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله.
وبعد وفاة ولي العهد السابق الأمير نايف رحمه الله ، عينه الملك عبدالله ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع في 28 / 7 / 1433ه الموافق 18يونيو 2012م.
كما عُرف بمستشار الملوك ، وأمين سر الأسرة الحاكمة ، والمرجع لكل شؤون الأسرة الكريمة بحكم معرفته وخبرته ، وحرصه وحكمته في معالجة قضايا الأسرة ، وذلك لما يتمتع به من الهيبة والاحترام والتوقير من كافّة أسرة آل سعود حفظهم الله وجمعهم على البر والتقوى والصلاح والهُدى.
وقد تولى الملك سلمان حفظه الله مقاليد الحكم بتاريخ 3 ربيع الثاني 1436ه الموافق 23 يناير 2015م بعد وفاة الملك عبدالله رحمه الله تعالى.
وما زال الملك سلمان حفظه الله ورعاه يقود شعبه وأمته قيادة حكيمة رشيدة ، فاعلة ومؤثرة على المستوى الإقليمي والعالمي.
وفي فترة ثورات الربيع العربي كان هو سند الملك عبدالله وولي عهده الحازم المخلص ، والمتفاني في عمله تعبداً لله ، وحرصاً على وطنه ومجتمعه وأمته!.
فقد تصدى لمخاطر الثورات المدعومة غربياً وإقليمياً بكل حكمة واقتدار.
كما أنه من أبرز القادة الذين واجهوا المخطط الغربي المستهدف للأمة في أمنها واستقرارها ، وسلمها المجتمعي.
كما واجه التهديدات الإيرانية والأطماع الفارسية ، والتوغل الرافضي في اليمن الشقيق بكل قوة وحزم دون أن يُلقي بالاً للنعيق الغربي الكاذب الذي يوجه سهام نقده ولومه للمملكة خصوصاً ، وللتحالف العربي والشرعية اليمنية بشكل عام!! ، دون أن يكون للساسة في الغرب موقف حازم ، أو التزام صادق تجاه مأساة إخواننا في اليمن بسبب الإرهاب الحوثي المدعوم إيرانياً وغربياً.. وإن كان الدعم الغربي يتخذ أشكالاً مختلفة من دولة لأخرى ، تحت شعارات وادعاءات وأكاذيب ، وممارسات لا يحكمها نظام ، ولا يقرها ضمير حي! ، ولا تتفق مع معايير العدل والإنصاف ، بل تخالف المواثيق الدولية ، والقرارات الأممية المتعلقة بقضية الصراع في اليمن بين الشرعية وجماعة الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً بشكل واضح ومكشوف ومعلوم لكل العالم!.
وأما أكبر حسنات الملك سلمان وفقه الله تعالى فهي : تربيته لابنه البار ، وسيفه الصقيل الهمام سمو الأمير محمد بن سلمان وفقه الله وحفظه وسدده ، وجعله قرة عين لوالده وللشعب السعودي والعربي ، ولأمة الإسلام كافّة ، فهو شبل من عرين أسود! ، وحفيد من سلالة كرام أطايب ، وقد أتى الله به على قدر ليبهر العالم برؤيته! ، ويُلجم الأعداء بصراحته وحزمه وشجاعته! ، ويلهم الأصدقاء بقوة إرادته وصدق لهجته! ، أعزّه الله بالدين الحنيف ، والإيمان الصادق ، وصلاح النية ، وسداد القول والعمل ، وأعزَّ الإسلام والمسلمين به!.
وجزى الله الملك سلمان خير الجزاء على ما بذل وعمل وأنجز في خدمة دينه وأمته ووطنه!.
وما زال للنصر الكبير حكاية تُروى في حلقة أخرى إن شاء الله.
الأربعاء 24 رجب 1444ه.