الانتصار الكبير في الزمن الصعب (9) – قادة النصر العربي

الانتصار الكبير في الزمن الصعب (9) – قادة النصر العربي

رابعاً: صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة

هو الرئيس الثالث لدولة الإمارات الشقيقة ، وهو الابن الثالث للشيخ زايد رحمه الله تعالى ، وحاكم إمارة أبو ظبي ، أكبر إمارة في دولة الإمارات ، والقائد الأعلى للقوات المسلحة ، ولد في 24 رمضان 1380ه الموافق 11 مارس 1961م.

نشأ الشيخ محمد وتربى في كنف والده ، الذي كان صاحب حكمة وفطنة وذكاء ، ورؤية عميقة. وقد أكمل الشيخ محمد بن زايد تعليمه النظامي في الإمارات الشقيقة ، ثم التحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة وتخرج منها عام 1979. وقد اشتمل تدريبه العسكري على دورة دروع تأسيسية ، ودورة طيران تأسيسية ، وتحويل طائرات عمودية ، وطيران تكتيكي ، ودورة مظليين.

عيّنه والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في نوفمبر 2003 نائبًا لولي عهد أبو ظبي. وبعد وفاة الشيخ زايد رحمه الله تعالى تولَّى الشيخ محمد ولاية عهد إمارة أبو ظبي في نوفمبر 2004م.

وفي ديسمبر 2004م تولى الشيخ محمد منصب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي ، فأصبح هو المسؤول عن تطوير وتنظيم وتخطيط إمارة أبو ظبي وتنميتها.

وبصفته ولي عهد إمارة أبوظبي فقد تولى حكم الإمارة بعد وفاة أخيه الشيخ خليفة بن زايد ، ليصبح الشيخ محمد الحاكم السابع عشر لها من أسرة آل نهيان.

وبعد وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله تعالى بيوم ، تولى الشيخ محمد بن زايد الحكم في دولة الإمارات العربية الشقيقة ، ففي يوم السبت 13 شوال 1443ه الموافق 14 مايو2022م عقد المجلس الأعلى للاتحاد (حكَّام الإمارات السبع ) اجتماعًا برئاسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، وقد انتخب المجلس بالإجماع الشيخ محمد بن زايد رئيساً لدولة الإمارات العربية الشقيقة.

ولا شك أن هذا الإجماع من قبل حكَّام الإمارات على تولية الشيخ محمد بن زايد ، وبهذه السرعة والسلاسة والهدوء لهو دليل واضح على مكانته المرموقة عند جميع فئات المجتمع الإماراتي ، وعلى قدرته وحكمته ودهائه ، وتمرسه القيادي والإداري ، وحنكته السياسية ، وعمق نظرته في معالجة القضايا والمسائل ذات البعد الاستراتيجي في الشأن الإقليمي أو الدولي! مما جعل جميع أعضاء المجلس ينتخبوه بالإجماع ، ويولوه الثقة الكاملة التي هو لها أهل .

وما يهمنا الإشارة إليه في هذا المقال المختصر هو موقف الشيخ محمد بن زايد القوي والشجاع في مواجهة المخطط الغربي والإقليمي الذي استهدف الدول العربية في ما سُمِّىَ بالثورة الخلاّقة التي أراد الغرب من خلالها تفتيت السلم المجتمعي في الدول العربية ، وإثارة الفتنة ، وزعزعت كيانات كل الدول العربية بما فيها دول الخليج العربي رغم ما يتمتع به أبناؤها من أمن ورخاء وازدهار!!.

ورغم خطورة الموقف ، وتكالب الأعداء غربياً وإقليمياً ، واستخدام كل وسائل الإثارة والتحريض ، ودعم الغرب لكل الجماعات الضالّة ، والمنظمات الإرهابية ، والأحزاب المتربصة واللاهثة وراء السلطة فقد كان موقف الشيخ محمد بن زايد حفظه الله تعالى موقفاً قوياً وحاسماً ، ومتوافقاً مع الرؤية السعودية للخطر الذي يهدد المنطقة وأبناءها!.

وقد اتهمه الغرب جراء موقفه الواعي والصلب والتاريخي بأنه دكتاتور! ، وأنه ( زعيم قوي لنظام استبدادي!) ، كما اتهمت منظمتي العفو الدولية ، وهيومن رايتس ووتش دولة الإمارات الشقيقة بأنها: ( تُمارس التعذيب والاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري للمواطنين والمقيمين !! ) !! ، كما وصفوا فترة ولاية الشيخ محمد بن زايد للعهد بالاستبداد!! ، واتهموه بتقييد حرية التعبير والفكر والتجمّع في البلاد!.. كما اتهمته بعض وسائل الإعلام الغربية بقمع الإخوان المسلمين بشدة! ، وأنه بنى ( دولة بوليسية )!! وأنه يتدخل في شؤون الدول الأخرى ! ، وأنه يدعم الأنظمة الاستبدادية!!.. وغير ذلك من سلسلة اتهامات لا حصر لها ! ، وهي (شنشنة نعرفها من الغرب المتغطرس الذي لا تحكمه قيم ، ولا مبادئ ولا أخلاق ! ؛ وإنما ينظر للأمور من خلال مصالحه! ، ونظرته العنصرية! ) ، وكل هذه الاتهامات الكاذبة ، والافتراءات الملفقة لا تزيد الشيخ محمد بن زايد حفظه الله تعالى إلا محبة ومكانة ورفعة عند كل عاقل يعي مخططات الأعداء! ، ويدرك أنهم لا يهاجمون إلا القادة الأفذاذ الذين يقفون ضد مخططاتهم! ، ويديرون المعارك مع الغرب بحكمة واقتدار ، ويحافظون على أوطانهم ومجتمعاتهم ، ويصنعون للأمة مجداً ، ويخلدون لها تاريخاً ، ويبنون لها مستقبلاً زاهراً بإذن الله تعالى.

والشيخ محمد حفظ الله تعالى هو من قادة الأمة الذين دافعوا عنها في وقت عصيب ، ومنعطف خطير ، بل هو من قادة النصر العربي في الزمن الصعب.. فله منا ومن كل الشعوب العربية الواعية كل الحب والشكر والدعاء والثناء .

ودائماً نردد نحن السعوديون مقولة سمو الأمير خالد الفيصل حفظه الله تعالى : ( السعودي إماراتي ، والإماراتي سعودي ) ، وسمو الأمير محمد بن سلمان وسمو الشيخ محمد بن زايد عينان في رأس ، وشقيقان متعاضدان في مهمة كبرى وتاريخية للنهوض بالأمة ، والحفاظ على أمنها وكيانها.. فزادهما الله قوة ومحبة وعزاًّ وتمكيناً ، وأصلحهما وأصلح بهما الأمة كافة ، إنه على كل شيء قدير.

وما زال للنصر الكبير حكاية تُروى في حلقة أخرى إن شاء الله .

الخميس 25 رجب 1444ه.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate