وسط دوي انفجارات قوية بالقرب من محيط القيادة العامة وسط الخرطوم، تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بخرق الهدنة التي بدأت مساء أمس.
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش بتحريك قوات عسكرية ومجموعات مسلحة من مختلف المدن إلى الخرطوم، مشيرة إلى أن الجيش يشن هجمات بأسلحة ثقيلة على مواقع تمركز قواتها وتسبب في مقتل مدنيين.
وأضافت أن الجيش يواصل عمليات قصف بالطائرات استهدفت تجمعات سكنية، متهمة الجيش بكسر الهدنة المعلنة والاستمرار في شن هجمات.
كما قالت الدعم السريع إن هجمات الجيش أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين وتدمير مستشفيات.
في المقابل، أكد الناطق باسم الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع لم تلتزم بمتطلبات الهدنة، مشيراً إلى أن الجيش مستمر في تأمين مبنى القيادة العامة وأداء مهامه.
وأضاف أن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات في مروي والخرطوم بحري.
مرحلة ثانية من العمليات
ونشر الجيش على صفحته الرسمية في فيسبوك مقطعاً مصوراً لاصطفاف قواته قبل مرحلة ثانية من العمليات.
في سياق متصل، أفادت “أسسوشيتيد برس” بارتفاع عدد القتلى جراء الاشتباكات إلى 270 على الأقل.
وبدأت تلك الاشتباكات العنيفة في العاصمة بعد ساعات قليلة من دخول هدنة الـ 24 ساعة حيز التنفيذ مساء أمس الثلاثاء، فيما تبادل الطرفان الاتهامات وتحميل المسؤوليات.
استعدادات عسكرية
يذكر أن هذا الاقتتال الدامي بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد كان انطلق الأسبوع الماضي، بعد أيام من دفع قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية نحو قاعدة مروي في الولاية الشمالية، فضلاً عن بعض الآليات بمراكزها بالخرطوم، ما استفز الجيش الذي أكد أن تلك التحشيدات غير قانونية، وتمت دون تنسيق معه.
لكن قوات الدعم السريع أكدت أنها نسقت مع القوات المسلحة، رافضة سحب تلك الآليات، ليندلع القتال لاحقا، في بلد لا يزال منذ 2019 يحاول تلمس طريقه نحو حكم ديمقراطي جديد، يطوي صفحة الرئيس المعزول عمر البشير.
إلا أن مصادر مطلعة كانت أكدت للعربية/الحدث سابقا أن الطرفين بدآ بالتحشيد العسكري قبل أسابيع.