أعلن الجيش السوداني، اليوم الأحد، سيطرة قواته على قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في سبع ولايات.
وقال الجيش في بيان نشره على “فيسبوك” أن القوات سيطرت على قواعد ومقرات الدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي.
وأضاف البيان أن أفراد قوات الدعم فروا من تلك المواقع، تاركين كل عتادهم ومركباتهم.
وفي وقت سابق أعلن الجيش فرض سيطرته على أكبر قاعدة لقوات الدعم السريع في كرري (جبل سركاب) في أم درمان.
وأفاد بيان ثان بأن الفرقة الرابعة مشاة (الدماذين) التابعة للجيش استلمت 35 عربة لاندكروزر من قوات الدعم السريع المتمردة بكامل أسلحتها وعتادها.
هذا ونفى الجيش السوداني سيطرة قوات الدعم السريع على أي مقر من مقرات القيادة العامة.
وقال الجيش في بيان آخر نشره على “فيسبوك”: “لا صحة لادعاء المليشيا المتمردة باستيلائها أو مجرد اقترابها من أي من مقرات القيادة العامة”.
وأضاف أن الحريق الذي اندلع في برج القوات البرية ناجم عن الاشتباكات الصباحية وتمت السيطرة عليه ولم يصب أحد بأذى.
وبحسب مراسلون إن من أبرز القتلى من الرتب الرفيعة في الجيش والدعم السريع حتى صباح الأحد: مقتل قائد قطاع شمال دارفور بالدعم السريع ، ومقتل قائد قطاع غرب دارفور بالدعم السريع، ومقتل قائد قوة القيادة العامة بالجيش السوداني، ومقتل قائد قاعدة الجيش في جبل أولياء.
وأعلنت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على برج القوات البحرية في القيادة العامة.
وأعلنت أمس السيطرة على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة وعلى الملاحة الجوية في كافة أنحاء السودان، وكذا السيطرة على مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
هذا ويتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي، في إشارة إلى أن الجانبين غير مستعدين لإنهاء الأعمال العدائية على الرغم من تصاعد الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.
وقالت منظمة تمثل الأطباء إن ما لا يقل عن 56 مدنيا لقوا مصرعهم جراء الاشتباكات، وإنها تعتقد أن هناك عشرات القتلى الإضافيين بين القوات المتناحرة. كما قالت نقابة أطباء السودان إن هناك نحو 600 مصاب، بينهم مدنيون ومقاتلون.
وجاءت الاشتباكات بعد شهور من التوترات المتصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع الشريكة التي تحولت إلى خصم. وأدت هذه التوترات إلى تأخير التوصل إلى اتفاق مع الأحزاب السياسية لإعادة البلاد إلى فترة انتقالها القصيرة الأمد إلى الديمقراطية، والتي خرجت عن مسارها.
في غضون ذلك، بدا أن الضغط الدبلوماسي يتصاعد. وحث كبار الدبلوماسيين، وبينهم وزير الخارجية الأميركي والأمين العام للأمم المتحدة ومنسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ورئيس جامعة الدول العربية ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، الجانبين على وقف القتال. كما دعت الدول العربية التي لها مصالح في السودان – قطر ومصر والسعودية والإمارات – إلى وقف إطلاق النار وعودة الطرفين إلى المفاوضات. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه تشاور مع وزيري خارجية السعودية والإمارات. وأضاف في بيان في وقت مبكر الأحد قائلا “اتفقنا على أنه من الضروري للطرفين إنهاء الأعمال العدائية على الفور دون شرط مسبق”.
تنبع التوترات الأخيرة من الخلاف حول كيفية دمج قوات الدعم السريع، بقيادة دقلو (حميدتي)، في القوات المسلحة، وما هي السلطة التي يجب أن تشرف على العملية. ويعد الاندماج شرطا أساسيا لاتفاق السودان الانتقالي غير الموقع مع الجماعات السياسية.