السلطات الإيرانية تلاحق نشطاء انتقدوا إجراءات الأمن واتهموا النظام بـ”التورط” بتفجير كرمان

واصلت السلطات الأمنية الإيرانية مواجهاتها وتهديداتها للمواطنين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المنتقدين للنظام بعد الهجمات الانتحارية التي شهدتها مدينة كرمان خلال مراسم ذكرى مقتل قاسم سليماني.

ومؤخرا أعلن مكتب المدعي العام في طهران عن رفع دعوى قضائية ضد عدد من الأشخاص، بينهم سبع “شخصيات معروفة”.

وبعد التفجيرات التي وقعت يوم 3 يناير (كانون الثاني) خلال إحياء ذكرى مقتل قاسم سليماني على يد الولايات المتحدة، شكك عدد كبير من المواطنين في الإجراءات الأمنية للنظام، منتقدين عدم كفاءة قوات الاستخبارات.

وقال المدعي العام في طهران علي صالحي، الاثنين 8 يناير (كانون الثاني)، إنه تم رفع دعوى قضائية ضد عدد من المواطنين بتهمة نشر “محتوى كاذب ومهين والدعاية ضد النظام في الفضاء الإلكتروني بعد حادثة كرمان”.
وكتبت وكالة أنباء “فارس”، التابعة للحرس الثوري الإيراني، أنه تم توجيه تهم ضد الأستاذ في جامعة طهران، صادق زيباكلام، وأحد المطربين المعروفين.

ودون ذكر المزيد من التفاصيل، أعلن صالحي عن التعامل “السريع والدقيق” مع هذه القضايا.

ووصف الانتقادات بأنها “محتوى كاذب ومهين” ويعرض “الأمن النفسي للمجتمع للخطر”.

ومع وقوع انفجارات كرمان، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي آراءً مختلفة، ومعظمها يتمحور حول “تورط” النظام في هذه الانفجارات، و”زيف القوة العسكرية للنظام الإيراني”.

واعتبر بعض المستخدمين، ومن بينهم شخصيات معروفة، تورط النظام الإيراني والحرس الثوري في هذه الهجمات “أمراً محتملاً”، كما وصف آخرون القتلى بـ”أنصار النظام”.

ويعتقد البعض أيضًا أن السلطات الأمنية في إيران كانت على علم بالتهديدات في كرمان؛ إلا أنها رفضت عمدا إلغاء المراسم وتسببت في قتل المدنيين.

وفي هذا السياق، أشار كثير إلى عدم وجود أي من المسؤولين رفيعي المستوى بين القتلى، وعدم مشاركة أفراد عائلة قاسم سليماني في المراسم.

ومنذ اليوم التالي للانفجارات، بدأت تهديدات سلطات النظام الإيراني ضد المواطنين المنتقدين ذوي وجهات النظر المختلفة.

وفي يوم الاثنين 8 يناير (كانون الثاني)، هدد غلام حسين محسني إيجه إي، رئيس السلطة القضائية، المواطنين قائلاً: “بعد الحادث الإرهابي في كرمان، اتفق بعض الأشخاص مع العدو ولعبوا على أرض العدو. لقد ارتكبوا أعمالاً إجرامية في الفضاء الافتراضي وغير الافتراضي وانضموا إلى الأعداء والأميركيين وداعش”.

وطلب من النيابة العامة عدم “تجاهل” تصرفات هؤلاء الأشخاص، بل ملاحقتهم ورفع قضايا ضدهم.

ودون الإشارة إلى مزيد من التفاصيل والمعلومات، أعلن إيجه إي عن رفع دعوى قضائية واعتقال محام في منطقة مجاورة لطهران، وقال إنه في 5 يناير الجاري تعرف عليه مركز حماية المعلومات في السلطة القضائية وألقي القبض عليه بأمر القاضي.

في الوقت نفسه، أفادت منظمة “هنغاو” الحقوقية، بأنه تم اعتقال أمير راه بيكر، مواطن من مدينة مريوان وطالب في جامعة أصفهان للتكنولوجيا، لانتقاده الاحتفال بالذكرى السنوية لقاسم سليماني.
وأعلن رامين باشايي، مساعد رئيس الشرطة السيبرانية، يوم السبت 5 يناير (كانون الثاني)، عن تحديد 500 صفحة على الإنترنت “تهين شهداء كرمان”، وقال إنه تم “تحديد هوية مديري هذه الصفحات ووضعهم تحت المراقبة الإلكترونية واستدعاؤهم”.

من ناحية أخرى، أفادت بعض وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري الإيراني، باعتقال عدد من المواطنين في طهران، ويزد، وبوشهر، وسمنان، وخراسان شمالي، بسبب ما أسمته: “إهانة قاسم سليماني ومراسم الذكرى السنوية له”.

وكان رئيس المحكمة العليا في البلاد محمد جعفر منتظري، قد صرح في وقت سابق، بأن بعض الأشخاص أهانوا الشهداء، وخاصة قاسم سليماني، وطالب باتخاذ إجراءات “حاسمة” من قبل السلطات لـ”ملاحقة” هؤلاء المواطنين.

وردا على هذه التهديدات والمواجهات، حذر عدد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من تحديد مستخدمين مجهولين من قبل القوات الأمنية وطالبوا بالإبلاغ عن الصفحات الأمنية وإغلاق صفحاتهم على موقع X (تويتر سابقا).

يذكر أنه بعد ظهر يوم الأربعاء 3 كانون الثاني (يناير)، وبالتزامن مع مراسم الذكرى الرابعة لمقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذي قُتل في العملية الأميركية، وقع انفجاران على طريق “مقبرة الشهداء” في كرمان، ما أدى إلى مقتل حوالي 100 شخص وأكثر من 200 جريح.

وأعلن مدير العلاقات العامة بالطب الشرعي في كرمان، الثلاثاء 8 يناير (كانون الثاني)، وفاة “سيد ميثم حسيني”، أحد جرحى التفجيرات، كما أعلن أن عدد القتلى في “حادثة كرمان الإرهابية” وصل إلى 93 شخصا.

وتبنى تنظيم داعش، في بيان له، المسؤولية عن هذه التفجيرات، وأعلن أن اثنين من عناصر هذه المجموعة نفذا عمليتين انتحاريتين.

وأصدرت وزارة الاستخبارات الإيرانية بيانا، مساء الجمعة 5 يناير (كانون الثاني)، قالت فيه إن أحد الانتحاريين الاثنين في تفجيرات كرمان كان يحمل الجنسية الطاجيكية، ولم يتم التأكد بعد من هوية الشخص الثاني بشكل نهائي.

وأعلنت الوزارة إلقاء القبض على شخصين قاما بتجهيز مقر إقامة هؤلاء المهاجمَين في كرمان، و9 أشخاص في محافظات مختلفة بتهمة الارتباط بهذه التفجيرات.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate