قال عدد من الصحافيين في إيران إن رواتبهم لا تغطي نفقات معيشتهم، ويمكنهم فقط تغطية نفقاتهم حتى منتصف الشهر، إذا تم دفع الرواتب دون تأخير. وبالإضافة إلى الرواتب المنخفضة، فإن الخطوط الحمراء والقيود جعلت عمل الصحافيين يواجه أزمة خطيرة.
وقد تحدثت “إيران إنترناشيونال” مع أكثر من 20 صحافياً في مدن مختلفة، حول ظروف عملهم. ووفقًا لما قاله الصحافيون الذين تمت مقابلتهم، فإن متوسط رواتب الصحافيين في محافظات مثل أصفهان، وخراسان رضوي، وكيلان، وأذربيجان الغربية، وبلوشستان، يتراوح بين 4 و6 ملايين تومان. هذا على الرغم من أن الحد الأدنى للأجور هذا العام يزيد قليلاً على 7 ملايين تومان.
“نذوب شيئًا فشيئًا”
وشدد صحافي من محافظة خراسان رضوي على المشاكل المعيشية للصحافيين، قائلاً: “الرواتب في بعض قنوات التليغرام مثل (أخبار مشهد) تبدأ من 700 ألف تومان وتصل في النهاية إلى 4 ملايين؛ بالطبع، قد يتقاضى المحررون ما بين 10 و12 مليون تومان”.
وبحسب تقرير مركز أبحاث البرلمان الإيراني الذي نشر في أغسطس (آب) الحالي، فقد ارتفع معدل خط الفقر من 19 في المائة إلى أكثر من 30 في المائة خلال عقد من الزمن. وفي الواقع، فإن أكثر من 30 في المائة من سكان إيران يعيشون تحت خط الفقر، ومن بينهم بعض الصحافيين.
خط أحمر كل ساعة
“المعيشة” ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه الصحافيين في إيران؛ ووفقًا للصحافيين، فإنهم يواجهون قيودًا جديدة كل يوم.
وقال أحد هؤلاء الصحافيين عن الضغوط والقيود الجديدة: “أصبح العمل الإخباري مثل سعر الدولار؛ فهم يحددون لنا خطاً أحمر كل ساعة”.
وأضاف: “ربما تم الاتفاق على نشر تقرير أمس، لكن في اليوم التالي، يقول رئيس التحرير أو المدير المسؤول إن التقرير لن ينشر، ولزيادة عذاب الضمير يقولون: هل تقبل مسؤولية قطع مصدر دخل الآخرين؟”.
وأضاف هذا الصحافي: “بعد مقتل كيان [بيرفلك] صدمت ونشرت الخبر على صفحتي الشخصية. “لم بمض أقل من 24 ساعة حتى اتصلوا بي من رقم مجهول وقالوا لي بلهجة قاسية احذف الخبر وإذا كررت ذلك سنطردك من الصحيفة”.
وقال صحافي من بلوشستان في إشارة إلى جمعة زاهدان الدموية: “كان الوضع غريبًا في ذلك اليوم. لم أر قط هذا القدر من العنف. منذ البداية، طلب منا أن لا نكتب أي أخبار عن القتلى وإذا كنا سنكتب أي شيء، يجب أن نربط هذا الهجوم بالأشرار والمسلحين في المنطقة”.