تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الخميس، حيث تقوم وحدات من الجيش الروسي بمحاولة بسط السيطرة على مناطق أوكرانية، فيما تقاوم القوات التابعة لكييف بدعم مادي وعسكري من الغرب.
وفي آخر التطورات الميدانية، انقطعت الكهرباء “بشكل كامل” عن مدينة خيرسون الأوكرانية، التي استعادتها مؤخرًا كييف من القوات الروسية، بسبب “قصف قوي” استهدف “بنيتها التحتية الأساسية”، وأسفر عن مقتل شخصين، وفق ما أعلن حاكم المنطقة. وأضاف عبر “تليغرام”، ظهر الخميس، أن “الكهرباء مقطوعة بشكل كامل عن خيرسون”، مضيفًا أن “قصفًا قويًا لموقع بنية تحتية أساسية يتواصل” على حي في هذه المدينة الكبرى الواقعة في جنوب البلاد والتي حرّرتها القوات الأوكرانية من الاحتلال الروسي الشهر الماضي”.
هذا وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، إن جميع الأسلحة التي قدمها الغرب لأوكرانيا أهداف مشروعة لروسيا، وأنها سيتم تدميرها أو الاستيلاء عليها.
من جهته قال مسؤول أوكراني كبير إن قصفاً روسياً قتل شخصين اليوم في وسط مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا التي تم تحريرها مؤخر.
وقال كيريلو تيموشينكو، نائب مدير مكتب الرئيس، عبر تليغرام إن الاثنين قُتلا على بعد حوالي 100 متر من مبنى إدارة المنطقة الذي تعرض للقصف أمس.
من جهتها قالت ممثلية جمهورية دونيتسك الشعبية إن مدينة دونيتسك تعرضت صباح اليوم لأعنف قصف أوكراني منذ عام 2014، بحسب ما نقلت عنها وسائل الإعلام الروسية.
وأضافت ناتاليا شوتكينا، نائبة رئيس مركز مراقبة وتسجيل جرائم الحرب من جانب أوكرانيا: “هذا الصباح، تعرضت دونيتسك لأعنف قصف في تاريخ النزاع منذ عام 2014. سقطت عليها 40 قذيفة صاروخية من طراز غراد. وشمل القصف الصاروخي الأوكراني، 3 مربعات في الجزء المركزي من المدينة. ويجري حاليا تحديد الأضرار، وهي على ما يبدو كثيرة فعلا لأن القصف استهدف المناطق السكنية كثيفة السكان”.
ووفقا لها، فقد سقطت القذائف على منطقتي فوروشيلوفسكي وكييفسكي وتضررت المباني السكنية متعددة الطوابق ومرافق البنية التحتية.
ومن جهته، قال عمدة دونيتسك، أليكسي كولمزين، إن القوات الأوكرانية قصفت المدنيين بأربعين قذيفة من راجمات الصواريخ “غراد” في ساعة مبكرة من صباح اليوم. وبالمقابل، تحدثت مصادر أوكرانية عن تفعيل الإنذار الجوي في ست مقاطعات أوكرانية.
إسقاط سرب من المسيّرات استهدفت كييف
وأعلنت أوكرانيا أمس الأربعاء أنها دمّرت كافة المسيّرات التي أطلقتها روسيا في الصباح الباكر على كييف. وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بفعالية الدفاعات الجوية الأوكرانية، مؤكدًا إسقاط كل المسيرات الـ13 الإيرانية الصنع من طراز “شاهد”.
وقال في مقطع فيديو “أنا فخور” بذلك، مذكّرًا السكان بأن يتحلوا باليقظة عندما تدوّي صفارات الإنذار. وأضاف: “لا يوجد هدوء على خط الجبهة، واصفا تدمير روسيا لمدن في الشرق بالمدفعية.. لم يبق سوى الأنقاض والحفر”.
من جانبه، رفض الكرملين أي هدنة بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة، متعهّدًا مرة جديدة بمواصلة المعارك.
وعند سؤاله عن احتمال توقف القتال في أوكرانيا مع اقتراب أعياد نهاية العام، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، للصحافة “لم يتم تقديم أي اقتراح من قبل أي طرف، هذا الموضوع ليس على جدول الأعمال”.
ومنذ أكتوبر وسلسلة انتكاسات عسكرية محرجة تكبّدتها موسكو، فيما تشنّ القوات الروسية بشكل منتظم ضربات كثيفة بواسطة مسيّرات وصواريخ.
درجات حرارة متدنية وتتساقط الثلوج
وفي حين تسجّل درجات حرارة متدنية وتتساقط الثلوج، قالت شركة الطاقة الوطنية “أوكرينيرغو” إن “وضع نظام الطاقة الأوكراني لا يزال صعبًا بسبب حجم الأضرار التي أُلحقت بالبنى التحتية”، جراء القصف الروسي.
وبحسب الشركة، فإن الشرق هو المنطقة الأكثر تضررًا لأن الضربات هناك تشنّ “بشكل يومي تقريبًا”. وأكدت الشركة في بيان أن “أعمال التصليح بطيئة، بسبب وجود خطر على حياة الموظفين”.
ويأتي هجوم الأربعاء على كييف، غداة مؤتمر دوليّ لدعم أوكرانيا استضافته باريس، وفي حين تعهّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة حملته العسكرية.
في خطاب بمناسبة تسليم الشعب الأوكراني جائزة “ساخاروف” البرلمانية الأوروبية لحرية الفكر، طالب الرئيس الأوكراني مجدّدًا بإنشاء “في أسرع وقت ممكن” محكمة للنظر في جرائم الحرب الروسية المحتملة في أوكرانيا.
وعلى الجبهة الشرقية، في منطقة دونيتسك، تحتدم المعارك بالمدفعية خصوصًا على مشارف مدينة باخموت التي باتت اليوم مدمّرة إلى حدّ بعيد والتي تحاول روسيا منذ الصيف السيطرة عليها، ومدينة أفدييفكا، بحسب الرئاسة الأوكرانية.
وأكدت أيضًا أنه تمّ صدّ هجمات روسية في منطقة خاركيف (شمال شرق) التي استعاد الجيش الأوكراني السيطرة عليها كاملةً في سبتمبر، ملحقًا هزيمة مدوية بالقوات الروسية.