رفض الكرملين، الاثنين، “الادعاءات الأوكرانية في قضية مدينة بوتشا”، وقال إن “الحقائق والأحداث الزمنية تخالف الرواية الأوكرانية بشأن بوتشا”.
ودعا الكرملين إلى “مناقشة الأحداث في بوتشا على مستوى دولي”، مضيفاً أن “الخبراء وجدوا دلائل على تزوير وتلفيق الفيديوهات” المتعلقة بالأحداث التي جرت في المدينة.
ورفض الكرملين التعليق على تأثير الأحداث في بوتشا على مسار المفاوضات مع أوكرانيا.
ونقلت وكالة “تاس” للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله اليوم إن الرواية الأوكرانية لما حدث في بلدة بوتشا هي “هجوم مزيف” يهدف إلى تقويض موسكو.
وقال لافروف إن صور الجثث “مسرحية” وإن الرواية الأوكرانية الزائفة للأحداث انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل دول غربية وكييف.
كما دعا لافروف بريطانيا، التي تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر إبريل، إلى الاضطلاع بمسؤولياتها بعد أن رفضت طلبا روسيا لعقد اجتماع بشأن بوتشا.
يأتي ذلك فيما قالت السلطات الأوكرانية إنها تحقق في جرائم محتملة ارتكبتها القوات الروسية بعد العثور على مئات الجثث متناثرة حول بلدات مثل بوتشا خارج العاصمة كييف بعد الانسحاب الروسي من المنطقة.
وفي تطور، قال مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائل أوليانوف، اليوم الاثنين، إن بريطانيا بصفتها رئيسة مجلس الأمن الدولي رفضت عقد اجتماع عاجل ومفتوح للمجلس اليوم، طلبته موسكو لمناقشة الأحداث التي شهدتها مدينة بوتشا الأوكرانية.
ووصف أوليانوف عبر حسابه على تويتر قرار رفض الاجتماع بأنه أمر “غير مسبوق”، وتساءل قائلا: “ما الذي يخشونه؟”.
وفي وقت سابق، أمر كبير المحققين الروس، اليوم الاثنين، بإجراء تحقيق رسمي فيما سمّاه “باستفزازات” أوكرانيا بعد أن اتهمت كييف الجيش الروسي بقتل مدنيين في بلدة بوتشا. وقالت لجنة التحقيقات الروسية في بيان إن ألكسندر باستريكين رئيس اللجنة أمر بفتح تحقيق بعد أن نشرت أوكرانيا “معلومات كاذبة عمدا” عن القوات المسلحة الروسية في بوتشا.
وتبادلت موسكو والغرب الاتهامات بشأن المجازر التي حصلت في مدينة بوتشا الأوكرانية.
وفي هذا السياق، استنكر السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف ما سمّاه تكتم الولايات المتحدة على حقيقة أن القوات الأوكرانية قصفت مدينة بوتشا بعد انسحاب الجيش الروسي منها.
وفي تصريحات لمجلة “نيوزويك” الأميركية، اتهم أنطونوف نظام كييف بأنه يحاول تحميل روسيا مسؤولية كل الفظائع التي ارتكبها.
وكانت موسكو دعت إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي الاثنين للبحث في المزاعم حول ارتكاب القوات الروسية فظائع ضد مدنيين أوكرانيين في مدينة بوتشا الواقعة خارج كييف، إلا أن الطلب قوبل بالرفض من جهة بريطانيا بصفتها الرئيس الحالي لمجلس الأمن.
وكتب نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي على تويتر “في ضوء الاستفزازات البغيضة من جانب المتطرفين الأوكرانيين في بوتشا، طلبت روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي الاثنين 4 أبريل”، وهو ما رفضته بريطانيا في وقت لاحق.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد القادة الروس بارتكاب عمليات “تعذيب” و”قتل”، بعد اكتشاف مقابر جماعية في بوتشا بمنطقة كييف والعثور على مئات الجثث العائدة لمدنيين.
وأعلن زيلينسكي، الأحد، إنشاء “آلية خاصة” للتحقيق في “الجرائم” الروسية في أوكرانيا، واعداً بمعاقبة “كل شخص” مسؤول بعد العثور على عشرات الجثث في مدينة بوتشا.
وقال زيلينسكي في مداخلة مصورة: “قررت إنشاء آلية قضائية خاصة في أوكرانيا للتحقيق والمحاكمة في كل جريمة ارتكبها غزاة بلادنا”، موضحاً أن الآلية ستضم “خبراء محليين ودوليين ومحققين ومدعين وقضاة”.
واتهمت أوكرانيا في وقت سابق الجيش الروسي بارتكاب “مذبحة متعمدة” بحق المدنيين في مدينة بوتشا شمال غرب كييف، إضافة إلى “فظائع” أخرى في المناطق “المحررة”.
ونفت موسكو قتل مدنيين. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن صور الجثث في شوارع المدينة هي “إنتاج جديد لنظام كييف من أجل وسائل الإعلام الغربية”.
ونددت مسؤولة في الإدارة الأميركية بطلب روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن.
وعلى تويتر كتبت مسؤولة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور، وهي سفيرة سابقة لبلادها لدى الأمم المتحدة، أن “روسيا تلجأ إلى السيناريو نفسه كما في القرم وحلب”.
وأضافت أنّ روسيا “المُجبَرة على الدفاع عمّا لا يُمكن الدفاع عنه (هنا فظائع بوتشا)، تُطالب باجتماع لمجلس الأمن الدوليّ حتى تتمكّن من التظاهر بالغضب وتدعو إلى المحاسبة”، معتبرة أنّ “لا أحد يُصدّق ذلك”.