الكوليرا تفتك بكوستي في السودان.. تفشٍّ مرعب وعشرات الضحايا بأيام معدودات

دخلت مدينة كوستي، الواقعة جنوب السودان، في قبضة كارثة صحية غير مسبوقة، مع اجتياح وباء الكوليرا بشكل مروّع، وسط تصاعد مخيف في أعداد الإصابات والوفيات، في ظل عجز السلطات عن تقديم صورة واضحة لحجم المأساة.

مصادر طبية كشفت أن مستشفى كوستي استقبل خلال 48 ساعة فقط ما لا يقل عن 800 حالة إصابة مؤكدة، فيما بلغ العدد الرسمي للوفيات 38 شخصًا. إلا أن مصادر ميدانية حذّرت من أن الحصيلة الحقيقية قد تكون أعلى بكثير، حيث وثّقت فرق الإغاثة وفاة 33 شخصًا داخل الأحياء السكنية قبل وصولهم إلى المستشفى، ما يرفع إجمالي التقديرات إلى 71 ضحية حتى الآن.

وأرجعت التقارير الميدانية تفاقم الأزمة إلى انقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن ولاية النيل الأبيض، بعد استهداف محطة كهرباء ربك التحويلية بالمُسيّرات الأسبوع الماضي، مما تسبب في تعطل إمدادات المياه، وأجبر السكان على اللجوء إلى مياه النهر الملوّثة، وهو ما أدى إلى الانتشار السريع للوباء.

وفيما تلتزم السلطات الصمت بشأن الأرقام الرسمية، كشفت مصادر مطّلعة لـ”العربية.نت” أن إجمالي الإصابات المسجّلة يتراوح بين 1000 و1200 حالة، وسط تحذيرات من أن الأعداد قد تتضاعف في الأيام المقبلة ما لم يتم التدخل العاجل.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة، أطلقت الجهات الصحية حملة تطعيم فموية عاجلة شملت حتى الآن 40% من الفئات المستهدفة، مع تنفيذ إجراءات لتعقيم مصادر المياه وإغلاق الآبار الملوّثة، بالإضافة إلى إغلاق السوق الرئيسي وتعليق الدراسة لمدة أسبوع، في مسعى يائس لكبح تفشي المرض.

كوستي.. مدينة تحت رحمة الوباء

تقع مدينة كوستي على الضفة الغربية للنيل الأبيض، على بعد 270 كيلومترًا جنوب الخرطوم، وتُعدّ إحدى أهم المراكز التجارية في السودان، حيث لطالما اشتهرت بأنها أكبر ميناء نهري في البلاد، وكانت حلقة الوصل الرئيسية بين الشمال والجنوب.

اليوم، تحوّلت كوستي إلى بؤرة وبائية خطيرة، حيث يكافح سكانها للبقاء على قيد الحياة، وسط عجز رسمي، وانهيار للخدمات الأساسية، في مشهد يلخص مأساة السودان المتفاقمة.

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate