النظام الخائن الغادر!

 النظام الخائن الغادر!

 أمتنا العربية والإسلامية تعيش أوضاعاً عصيبة ، وضعفاً كبيراً ، وعجزاً طال أمده ، واستشرى ضرره.. مُزِّقت دولها! ، ونُهبت ثرواتها! ، وشُرِّدَتْ شعوبها!…واستهان العالم كله بقضاياها!..

الأقصى مُحاطٌ ومُكبَّلٌ بأغلال بني صهيون! ، والعراق العظيم أسير لمليشيات الضلال! ، وسوريا تَمَزَّقَ نسيجها الاجتماعي ، وضاعت سيادتها! ، وأصبحت حَلَبَةَ صراعٍ للأعداءِ المتشاكسين الجاثمين على صدرها الجريح!.. وغزة الحبيبة سُحِقَ أهلها! ، ودُمِّرَ بنيانها! ، وقُطِّعَتْ أجساد أبنائها ونسائها وشيوخها! ، بل وحُرِقَتْ أجسادهم وأشلاؤهم المقطعة بنيران الأسلحة المحرمة دولياً التي يستخدمها الكيان الصهيوني الغاشم الظالم!.

وفي لبنان الجمال البديع ، والجو الجميل العليل!.. لا تشاهد إلا دماراً هائلاً! ، وجموعاً هائمة على وجوهها! ، هاربة من جحيم المعركة! ، خائفة مذعورةً من شدة القصف والقتل والتدمير!.

وأما اليمن الجميل منظراً ، والسعيد عيشة ورزقاً وخيرات!.. فقد أصبح أتعس العالم عيشةً! ، وأكثره جوعاً وفقراً وجهلاً!!.. وما أوضاع السودان وليبيا عما سبق ببعيد!..

والأردن الشقيق ومصر العروبة محاطان بالحروب المستعرة! ، والقلاقل والمشاكل التي تزداد اشتعالاً وخطورة!.

وأما دول الخليج العربي فقد حفظها الله بمنّه وكرمه ، وفضله ولطفه .. ولكنها تدرك أنها مستهدفة أكثر من غيرها! ، ومحسودة على ما أفاء اللهُ عليها به من النعم والخيرات التي لا تعدُّ ولا تحصى..

إن مصائب الأمة اليوم يشيب من هولها الصغير! ، ويموت كمداً من همّها العاقل اللبيب!.. إنها أخطار محدقة ، ومآسي لا حصر لها! ، ولا يتخيل حجمها وخطرها وأثرها إلا العقلاء المخلصون لدينهم وأمتهم ومجتمعاتهم ، المدركون لحقيقة الخطر والمؤامرة ، والكيد الكبير الذي وُجِّهَتْ سهامه المسمومة إلى قلب الأمة النابض! ، وجسدها المتماسك ( الدول العربية ) ؛ لأن الأعداء يعلمون أن عز الإسلام بالعرب! ، وقوته باجتماع كلمتهم ، ووحدة صفهم.. فالعرب هم مادة الإسلام التي بها يبقى ويثبتُ ويقاوم كل حملات العدوان على الدين والمقدسات والأوطان ، وبجهاد العرب في سبيل الله امتدَّ ظلُّ الإسلام ، واتسعت رقعته ، ورفرفت أعلامه في أصقاع الأرض.. فكادنا الأعداء كيداً كبيراً ، ومكروا بنا مكراً كُبَّاراً..

وأخطر الأعداء من يكون أشدهم عداءً ، وأخبثهم مكراً!! ، فلا تعرف أنه عدوك! من شدة مكره وخداعه ونفاقه!.. والأدهى من ذلك أن تظنه لك معيناً ، وعليك شفيقاً!! وهو أشد الأعداء حقداً عليك! ، ومكراً بك! ، وسعياً في إهانتك وإذلالك!.. إن هذه المعادلة هي أعقد المعادلات وأعجبها في عالم اليوم! .. ولكنها واقعة وحاصلة ومكشوفة بشكل لا لبس فيه لكل عاقل .. فما أوقع أهل غزة في المهلكة الكبرى التي تتفطر منها القلوب ، وتَدْمَى منها المُقَل إلا حسن ظنهم بوعود الرافضة! الذين تسعة أعشار دينهم الكذب والنفاق!.

فمأساة العرب الكبرى أن الكثير منهم لا يدرك بأن نظام ثورة الخميني الهالك هو نظام عميل للغرب! ، خائن غادر بالعرب! ، خائف جبان مستسلم ومُسَلِّمٌ للكيان الصهيوني!..

وبما أنه عميل للغرب فمهمته الأولى هي : تمزيق الأمة العربية وإضعافها! ، وزعزعة استقرارها! ، وضرب مصالحها! ، وتمزيق نسيجها الاجتماعي!.. وقد فعل كل ذلك بدافع العداء المتأصل في نفوس الروافض المجوس ضد أمة الإسلام ، وأتباع سيد الأنام عليه الصلاة والسلام.. فحقق نظام الملالي في طهران بأفعاله الإجرامية في الدول العربية أهدافه الخبيثة ، وأطماعه التوسعية.. وخدم الغرب في رؤاه واستراتيجياته التي يرسمها لمنطقة الشرق الأوسط!.

فكم تَاجَرَ نظامُ الملالي في طهران بقضايا الأمة! ، وخصوصاً القضية الفلسطينية! ، وكم

صدَّعَ رؤوسنا (بفيلق القدس) ، و (يوم القدس) ، و(جيش القدس) ، و( طريق القدس ) ، و(شهداء القدس )… ووالله لو نطق القدسُ لما شكى أحداً إلى الله قبل رافضة الخميني وبني صهيون!.

لقد ثبتت خيانة النظام الإيراني للقضية الفلسطينية وغدره بأبنائها! ، فقد باعهم وهماً! ، وحرَّضهم على القتال ومواجهة العدو الصهيوني! ، ووعدهم بوحدة الساحات! ، وتحريك كل الجبهات!.. فلما قامت الفصائل الفلسطينية بهجوم السابع من أكتوبر 2023م ، واشتعلت الحرب ، وتوترت الأوضاع تخلى عنهم ، وتركهم لمصيرهم المحتوم! دون أن يقدّم لهم شربة ماء! ، أو مذقة لبن! ، أو غطاءً لطفل يئنُّ ويصرخ! ، أو خيمة لأسرة تبيتُ في العراء! ، تفترش الأرض ، وتلتحف السماء!!.

وقد قُتِل إسماعيل هنية زعيم حركة حماس في طهران خيانة وغدراً!.. ولم يفعل النظام الإيراني شيئاً حيال هذه الفضيحة الكبرى! ، حتى مجرد إظهار نتائج التحقيق الذي يكشف حقيقة ما حصل!.

وفي لبنان ظنَّ أتباع إيران أنها لن تتخلى عنهم مهما حصل! ، بل اعتقدوا أنها ستدعمهم وتسندهم إلى آخر لحظة في الحرب!.. فباعتهم بيع الخراف النافقة!.

ولما اشتدت المواجهة ، وخشي النظام الإيراني أن تصله نيرانها بسبب تطور الأحداث أعلن الرئيس الإيراني ( بزشكيان ) أن الإيرانيين إخوة للشيطان الأكبر ( أمريكا )! ؛ لأن الشياطين ذرية بعضها من بعض!.

وبعد أن قُتِل قادة حزب الله في لبنان بشكل جماعي وشبه كامل! ، وضُربت مواقع القيادة والسيطرة لمليشيات الحزب ، ودُمّرت مستودعاته! ، وشُرِّدَ أبناء الجنوب اللبناني ، وأصبح لبنان على شفير الهاوية.. كشف النظام الإيراني عن وجهه القبيح آخر أقنعته المزيفة! ، فأعلن وزير خارجيته أن إيران لا تطالب بدولة للفلسطينيين! ، وأنها لا تتبنَّى رؤية قيام دولتين!.. وإنما هي تريد دولة ديمقراطية للجميع!! ، يعني ( يبقى الفلسطينيون تحت الاحتلال في دولة إسرائيل الديمقراطية! ) ، ألا لعنة الله على الكاذبين! الذين يتاجرون بدماء الأمة! ، وشبابها! ، ومقدساتها!.

وقاتل الله كل الأحزاب ، والأصوات ، ووسائل الإعلام التي تدافع عن النظام المجرم الصفوي في إيران!..

إذا كان النظام الإيراني لا يريد دولة للشعب الفلسطيني فلماذا يُحَرِّضهم على المغامرة بأنفسهم، وأهليهم ، وممتلكاتهم؟! في معركة خاسرة بكل المقاييس البشرية!.

وقبل تصريح وزير الخارجية الإيراني كانت تغريدات مرشد الملالي علي خامنئي بأن حرب الرافضة مع أعداء الحسين – حسب زعمه – قائمة ومستمرة إلى يوم القيامة!.. ومعلوم أن أعداء الحسين عند كل الرافضة هم أهل السنّة والجماعة.. والعجيب أن تغريدات مرشد ثورة الولي السفيه في طهران كانت إبان اشتعال المواجهة بين  محوره المقاوم! – كذباً ومخادعة – والكيان الصهيوني! ، فكانت تغريداته انفصاماً في شخصيته التي تدعي أنها تقود محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني! ، بل كانت رسالة للكيان الصهيوني وللغرب بأن العداء معهم هو خلاف يمكن حلّه ؛ لأن أعداء ثورته وتوجهه العقدي هم العرب والمسلمون فقط!.

إن النظام الإيراني في طهران هو من أضعف الأمة العربية! ، وشتت قوتها ، وأشغلها عن مقاومة الاحتلال الصهيوني المعتدي!.

فهل يفيق ويستفيق الذين يغامرون بأوطانهم ، وأمن أُمَّتِهِم تحت شعارات كاذبة تغذيها وسائل إعلام صفوية تريد أن يبقى العرب وقوداً لمعارك غير متكافئة ، وفي أوقات حرجة وغير مناسبة لأوضاع الأمة على الصّعد كافة ؟!.

كَمْ نتمنى أن يكون النظام في إيران نظاماً إسلامياً حقيقياً ليخدم قضايا الأمة ، ويتعاون مع الدول العربية في مواجهة الاحتلال الصهيوني دون أن تكون له أطماع توسعية! ، ودون أن يكون أشد عداوة وخبثاً!!.. ولكن هيهات هيهات أن يتخلى الصفويون عن مشروعهم الصفوي الأشد خطورة وحقداً!.

إن المشروع الصفوي باختصار هو : مشروع تمزيق الأمة وإضعافها! باسم تصدير الثورة الخمينية! التي تنطلق من مبدأ نشر الطائفية المقيتة! ، وإسقاط الحكومات! ، ونشر المذهب الرافضي الضال في كل بلد يتمكَّنُونَ منه!.. والأمثلة واضحة للعيان في كل من : العراق ، وسوريا ، ولبنان  ، واليمن.. وما أطماعهم في دولة البحرين الشقيق عنا ببعيد!.

ورغم ما بينهم هم والصهاينة من خلافات ومناوشات إلا أنها محكومة بضوابط وقواعد وأطر معينة ، ومتعارف عليها بين الطرفين! ، بل إنها أعجب حرب قد سُمع بها في التاريخ! ، فلم نسمع عدواً يخبر عدوه بموعد ضربه ، ونوع الضربة! ، والأماكن المستهدفة قبل الضربة بوقت كافي لتلافي الأضرار! ، مع التعهد بعدم استهداف الأماكن التي لا يرغب الخصم باستهدافها!، وكل هذا عبر قنوات مفتوحة بين الطرفين!.. إن هذه الحرب الجميلة التي يضحك منها المتابع أكثر مما يخشى من أضرارها وآثارها! لا يمكن أن تكون إلا بين الكيان الصهيوني المدلل ، والدولة الصفوية التي تحارب باسم القدس! ، وتقود محور المقاومة المشحون بالحقد والعداء لأمته الإسلامية ، ومجتمعه العربي! .

وقد تنزلق الأمور في المواجهة بينهما إلى ما هو أوسع وأكبر دون رغبة الطرفين أو أحدهما.. ولكن أقدار الله عزوجل نافذة! ، وحكمته بالغة ، وعدله حاصل بعلمه وحكمته وقدرته جلَّ في علاه ، وانتقامه للضعفاء والمظلومين من الصهاينة والرافضة آتٍ وفق سنته التي لا تبديل لها  ولا تحويل! ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

د. علي بن يحي بن جابر الفيفي

الثلاثاء 3 جمادى الأولى 1446ه.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate