شددت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي من جنيف بشأن التطورات في أفغانستان، على أنه “يتوجب على طالبان الالتزام باحترام حقوق الإنسان”.
وأفادت الأمم المتحدة بوجود “تقارير عن انتهاكات بحق النساء في أفغانستان بعد سيطرة طالبان” على معظم البلاد. ودعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي “لتقديم الدعم للأفغان الذين يتعرضون للخطر”.
وحثت الأمم المتحدة حركة طالبان على الوفاء “بوعودها”، بما في ذلك تعهداتها بمنح عفو للعاملين السابقين بالحكومة الأفغانية، ودمج النساء والسماح للفتيات بمواصلة التعليم.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل للصحفيين اليوم في جنيف “أصدرت طالبان عدداً من التصريحات التي تبدو مطمئنة على السطح. لكن أفعالهم تتحدث بشكل أعمق من الكلمات، ولا يزال الوقت مبكراً جداً لإصدار حكم”. وقال إن وعود طالبان “يجب الالتزام بها”.
وأضاف كولفيل: “بالنظر إلى تاريخهم السابق، فمن المتوقع أن تقابل هذه التصريحات ببعض الشك. لكن الوعود قد قُطعت، وسواء تم الوفاء بها أم لا، فسنراقب ذلك عن كثب”.
وألمح كولفيل إلى التعليقات التي أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش أمس حول “تقارير مروعة” عن انتهاكات حقوق الإنسان والقيود المفروضة على الحقوق – خاصة تلك المتعلقة بالنساء والفتيات – في المناطق التي استولت عليها طالبان في الأسابيع الأخيرة.
كما دعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى “استخدام نفوذها” لدى طالبان لحماية أرواح المدنيين.
من جهتها قالت ممثلة مفوضية اللاجئين: “ندعو لتوفير الحماية لطالبي اللجوء من الأفغان”، محذرةً من “انتهاكات حقوق النساء والمدنيين في أفغانستان”. كما أشارت المفوضية لوجود “مئات الآلاف من الأفغان الذين تشردوا جراء المعارك”.
من جانبها قالت منظمة الصحة العالمية خلال المؤتمر أن “أفغانستان تعاني أصلاً من تدهور الأوضاع الصحية”، مضيفةً أن “عمليات التطعيم ضد كورونا تأثرت كثيراً” من التطورات الميدانية الأخيرة.
أما منظمة الطفولة “يونيسف” فقالت إن “أطفال تعرضوا للإصابة في أفغانستان جراء القتال..550 طفلاً قتلوا وأصيبوا في أفغانستان جراء القتال الأخير.. النساء والأطفال في أفغانستان يدفعون الثمن الأكبر” للتطورات في أفغانستان.
واعتبرت ان “أفغانستان أصبحت مكاناً صعباً للعيش بالنسبة للأطفال”، مؤكدةً التزامها بـ”مواصلة تقديم الخدمات لأطفال أفغانستان”.
في سياق متصل، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنها تتابع “بقلق بالغ” تطورات الأوضاع في أفغانستان وتداعياتها الوخيمة على النازحين والمدنيين الذين يحتاجون للمساعدات الإنسانية.
وحثت المنظمة في بيان جميع الأطراف على مواصلة الجهود للحفاظ على الحوار والعمل من أجل حل سلمي للوضع في أفغانستان، مشددةً على أهمية ضمان سلامة المدنيين وضرورة إعطاء الأولوية لذلك.
وأضاف البيان أن المنظمة تكرر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وضع حد فوري للعنف وحماية حقوق المدنيين في أفغانستان.