“أتفهم الشعور بالخيانة” جملة اختصرت رد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بليكن على المرارة التي تشعر بها فرنسا إزاء الأزمة التي أشعلتها قضية الغواصات والحلف المستجد مع أستراليا وبريطانيا، بين الحليفين.
ففي مقابلة مع شبكة “فرانس 2” مساء أمس الثلاثاء، أكد بلينكن الذي تحدث بالفرنسية أن الخارجية الأميركية تتفهم الموقف الفرنسي، أو المرارة الفرنسية والشعور بالخيانة.
كما كشف أن الأميركيين أدركوا أنه “كان بإمكاننا أو كان ينبغي علينا أن نتصرف بشكل أفضل فيما يخص التواصل بين البلدين”.
علاقة مهمة
إلى ذلك، أقر بأن الإدارة الأميركية أخذت حسن العلاقة مع باريس كأمر مسلم به، وقال “أعترف أننا نميل أحيانًا إلى اعتبار علاقة مهمة وعميقة مثل العلاقة بين فرنسا والولايات المتحدة كأمر مسلم به”.
يذكر أن الوزير الأميركي الذي زار أمس منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تتخذ من باريس مقرا لها، التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإيليزيه في مسعى لإصلاح الضرر الذي لحق بالعلاقات الأميركية-الفرنسية بسبب استبعاد إدارة بايدن أقدم حليف لواشنطن من مبادرة أمنية جديدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، منتصف الشهر الماضي.
فيما أوضح مسؤول أميركي رفيع في الخارجية أن بلينكن ومسؤولين فرنسيين ناقشوا خطط الترتيب لاجتماع بين ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن في وقت لاحق هذا الشهر. كما أكد أن هناك “توافقا مشتركا على وجود فرصة الآن لتعميق وتعزيز التعاون” بين البلدين الحليفين، لكنه أقر في الوقت عينه بأنه ما زال هناك “الكثير من العمل الشاق الذي يفترض القيام به، من أجل التوصل إلى القرارات الملموسة” التي ستطرح خلال اللقاء الرئاسي المقبل بين الجانبين.
وكانت أزمة غير مسبوقة اندلعت بين البلدين منتصف سبتمبر، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي قيام تحالف استراتيجي جديد مع أستراليا والمملكة المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في سياق التصدي للصين الذي يشكل أولى أولوياته.
ومع قيام هذه الشراكة التي أطلق عليها اسم “أوكوس”، فسخت أستراليا عقدا ضخما لشراء غواصات فرنسية، ما أثار غضب باريس وتسبب بأزمة قل نظيرها بين الحليفين السابقين.