بنبرة غضب، اتهمت فرنسا حركة طالبان الأفغانية بالكذب والنكث بوعودها. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إن الحركة تكذب، مشددا على أن بلاده لن تقيم أي علاقات مع حكومتها المعلنة مؤخرا، لا سيما بعد أن أتت من لون واحد.
جاء ذلك في تصريح للوزير، بوقت متأخر مساء أمس السبت، قبيل سفره إلى الدوحة لإجراء محادثات اليوم الأحد حول عمليات الإجلاء المنتظرة من أفغانستان.
وقال لو دريان لتلفزيون فرانس 5، بحسب ما نقلت وكالة رويترز: “قالوا إنهم سيسمحون لبعض الأجانب والأفغان بالرحيل بحرية، وتحدثوا عن حكومة شاملة وممثلة لكافة الأطياف لكنهم يكذبون”. وتابع: “لا يزال يوجد في أفغانستان عدد قليل من الفرنسيين وبضع مئات من الأفغان الذين لهم صلات بفرنسا”.
ضغط اقتصادي دولي
كما أضاف أن بلاده “ترفض الاعتراف بها أو إقامة أي شكل من العلاقات مع هذه الحكومة”، قائلا “نريد أفعالا من طالبان لا أقوالا”.
إلى ذلك، ألمح إلى إمكانية ممارسة ضغط اقتصادي دولي، ما قد يوجع الحركة التي تتخبط بكم من المشاكل الاقتصادية محليا مع توقف بعض المنظمات الدولية عن إرسال المساعدات والأموال إلى البلاد، وحجز أميركا على احتياطي المصرف المركزي بالخارج، “سيحتاجون لمتنفس اقتصادي وعلاقات دولية، لذا فالأمر متروك لهم”.
يذكر أن فرنسا أجلت زهاء ثلاثة آلاف فرد، في حين أجرت محادثات مع طالبان لتمكين أفراد آخرين من الرحيل.
وكانت الحركة ناشدت الأسبوع الماضي، آلاف الأفغان من الساعين إلى السفر خارج البلاد، منذ سيطرتها على العاصمة كابل منتصف أغسطس الماضي، بالبقاء وعدم الرحيل، لا سيما أصحاب الاختصاصات والخبرة، معتبرة أن أفغانستان تحتاج إليهم.
إلا أن إعلانها حكومة من لون واحد، ضاعفت مخاوف هؤلاء الساعين للفرار، كما فاقم المخاوف الدولية من تسلط الحركة وإقصائها لمكونات المجتمع الأفغاني المتنوعة.