قال الحرس الثوري الإيراني، الأحد، إن أهداف الهجوم على إسرائيل تحققت بنجاح.
هذا وأطلقت إيران وابلا من الطائرات المسيرة المتفجرة والصواريخ على إسرائيل في وقت متأخر أمس السبت، في أول هجوم مباشر تشنه على إسرائيل، مما يهدد بتصعيد كبير في ظل تعهد الولايات المتحدة بدعم “لا يتزعزع” لإسرائيل.
يأتي ذلك فيما قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، اليوم الأحد، إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني. وأضاف المسؤول الذي لم يتم الكشف عن اسمه أن الرد المحتمل سيناقش خلال اجتماع مجلس الحرب اليوم في الثالثة مساء بالتوقيت المحلي.
وتبحث الحكومة الإسرائيلية المصغرة في وقت لاحق اليوم الرد على الهجوم الإيراني. ووفق مصدر سياسي إسرائيلي، نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، فإن إمكانية الرد تقلصت في ضوء نتيجة الهجوم والموقف الأميركي. وأشار إلى أن الولايات المتحدة طلبت بالاكتفاء بالنجاح الذي تحقق في التصدي للهجوم الإيراني.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري، في مؤتمر صحافي، إن إيران أطلقت أكثر من 300 قذيفة على إسرائيل أثناء الليل و99% منها تم صدها، مشيراً إلى أن عددا ضئيلا جدا من الصواريخ الباليستية الإيرانية اخترق الحدود وألحق أضرارا طفيفة بقاعدة جوية دون أن يؤثر على عملها.
وقال إن إيران أطلقت 170 طائرة مسيرة وأكثر من 30 صاروخ كروز لم يخترق أي منها أراضينا، مشيراً بالقول: “طائراتنا اعترضت خارج حدودنا 25 صاروخا أطلقتها إيران”.
وتوعدت طهران بالرد على ما تقول إنها ضربة إسرائيلية على قنصليتها في دمشق في الأول من أبريل، وهي الضربة التي أدت إلى مقتل سبعة ضباط في الحرس الثوري بينهم اثنان من كبار القادة. وقالت إيران إن هجومها رد على “الجرائم الإسرائيلية”. ولم تؤكد إسرائيل أو تنفِ مسؤوليتها عن الهجوم على القنصلية.
وقالت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة “إذا ارتكب النظام الإسرائيلي خطأ آخر، فإن رد إيران سيكون أكثر حدة بكثير”، وحذرت الولايات المتحدة وطالبتها “بالبقاء بعيدا”. وقالت أيضا إن إيران الآن “تعتبر الأمر منتهيا”.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران لكنها لن تتردد في التحرك لحماية القوات الأميركية ودعم الدفاع عن إسرائيل.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالهجوم الإيراني، وقال إنه “يشعر بقلق بالغ إزاء الخطر الحقيقي للغاية المتمثل في تصعيد مدمر على مستوى المنطقة”.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اليوم الأحد بعد أن طلبت إسرائيل من المجلس إدانة الهجوم الإيراني وتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث عبر الهاتف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس السبت. وذكر بايدن أنه سيعقد اجتماعا مع زعماء مجموعة السبع لأكبر اقتصادات عالمية اليوم الأحد لتنسيق رد دبلوماسي موحد على ما وصفه بأنه هجوم إيراني سافر.
وقال مسؤول إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي حذر إيران يوم الجمعة من شن الهجوم، قطع زيارة إلى ولاية ديلاوير للقاء مستشاري الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض، ومن بينهم وزيرا الدفاع والخارجية. وتعهد بالوقوف إلى جانب إسرائيل.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول كبير بالبيت الأبيض قوله إن بايدن أبلغ نتنياهو أيضا أن الولايات المتحدة ستعارض أي هجوم إسرائيلي للرد على الهجوم الإيراني.
وأدت الحرب التي دخلت الآن شهرها السابع في غزة بين إسرائيل وحركة حماس إلى تفاقم التوتر في المنطقة، وامتدت إلى جبهات في لبنان وسوريا وتسببت في إطلاق قذائف بعيدة المدى على أهداف إسرائيلية من أماكن بعيدة مثل اليمن والعراق.
وتنذر هذه الاشتباكات حاليا بالتحول إلى صراع مفتوح مباشر بين إيران وحلفائها في المنطقة وبين إسرائيل وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة. وحثت مصر على ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس”.
ويمتد العداء بين إسرائيل وإيران لعقود، لكن المواجهات كانت تتم عن طريق وكلاء أو من خلال استهداف قوات بعضهما البعض في بلدان ثالثة.
وإسرائيل في حالة تأهب للرد الإيراني على هجوم القنصلية منذ تصريح الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي بأن إسرائيل “يجب أن تُعاقب وسوف تُعاقب” على العملية التي تعد بمثابة هجوم على الأراضي الإيرانية.