بعد تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أحدث تقاريرها أن طهران لم تقدم الإيضاحات اللازمة حول آثار لليورانيوم المخصب عثر عليها في عدد من المواقع السرية، شددت فرنسا اليوم على ضرورة إيضاح تلك الملابسات.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية في بيان اليوم الثلاثاء، أن بلادها تدعو إيران للرد بسرعة على تساؤلات الوكالة الدولية.
كما جددت الدعم الفرنسي الكامل لعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأوضحت أن تقرير مدير الوكالة رافاييل غروسي يؤكد أنه لم يتم إحراز أي تقدم فيما يتعلق بأجوبة إيران حول نشاطاتها السرية.
لا تفسيرات لوجود اليورانيوم
أتى الموقف الفرنسي بعد أن أظهر تقرير صادر عن الوكالة أمس الاثنين، أن إيران لم تفسر سبب وجود آثار لليورانيوم في عدد من المواقع غير المعلن عنها، ما قد يجدد المواجهة الدبلوماسية بين طهران والغرب ويعرقل المحادثات النووية.
وأوضح التقرير الذي أصدره غروسي إلى الدول الأعضاء بحسب “رويترز”، أن طهران وبعد أشهر عديدة، لم تقدم التفسير اللازم لوجود جزيئات المواد النووية في أي من المواقع الثلاثة التي أجرت الوكالة فيها عمليات تفتيش تكميلية.
كما أعرب مدير الوكالة عن قلقه من عدم توصل المناقشات الفنية مع إيران إلى النتائج المتوقعة.
وفي تقرير ربع سنوي منفصل أُرسل أيضا إلى الدول الأعضاء أمس، قدمت الوكالة مؤشرا على الضرر الذي لحق بإنتاج إيران لليورانيوم المخصب بسبب انفجار وانقطاع للتيار الكهربائي في موقع نطنز الشهر الماضي، والذي ألقت طهران بالمسؤولية فيه على إسرائيل.
الثلاثي الأوروبي محرج
يذكر أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا كانت تخلت قبل ثلاثة أشهر عن مشروع أميركي ينتقد إيران في مجلس محافظي الوكالة، الذي يضم 35 دولة، لعدم تقديمها تفسيرا كاملا عن مصدر تلك الجزيئات. وجاء تراجع الدول الثلاث في حينه مع إعلان غروسي عن إطلاق محادثات جديدة مع السلطات الإيرانية حول الموضوع.
إلا أن التقرير الجديد سيحرج القوى الأوروبية الثلاث، وسيدفعها إلى اتخاذ قرار حاسم حول ما إذا كانت ستعيد إحياء مساعيها لاستصدار قرار ينتقد إيران خلال اجتماع مجلس المحافظين (ضمن الوكالة الذرية) مرة أخرى الأسبوع المقبل، ما قد يقوض مفاوضات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، أم لا.