بعدما تخطت الحرب في قطاع غزة شهرها السابع، تقاتل القوات الإسرائيلية الفصائل الفلسطينيية المسلحة في أنحاء القطاع المحاصر، اليوم الأحد، بما في ذلك أجزاء من شمال القطاع المدمر الذي قال الجيش إنه طهره قبل أشهر حيث استغلت حماس الفراغ الأمني لإعادة تنظيم صفوفها.
وصورت إسرائيل مدينة رفح جنوب قطاع غزة على أنها المعقل الأخير لحماس، قائلة إنه يتعين عليها اجتياحها حتى تنجح في تحقيق أهدافها المتمثلة في تفكيك الجماعة وإعادة عشرات الرهائن.
وتوسعت العملية المحدودة هناك في الأيام الأخيرة، مما أجبر حوالي 300 ألف شخص على الفرار، ولكن يبدو أن بقية الأراضي التي مزقتها الحرب توفر فرصا كبيرة لحماس، ولم تقدم إسرائيل بعد خطة مفصلة لحكم ما بعد الحرب في غزة، مكتفية بالقول إنها ستحتفظ بسيطرة أمنية مفتوحة على القطاع الساحلي، الذي يضم نحو 2.3 مليون فلسطيني.
ومن جانبه، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطط ما بعد الحرب التي اقترحتها الولايات المتحدة بشأن قيام السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، بحكم غزة بدعم من الدول العربية والإسلامية.
وتعتمد هذه الخطط على التقدم نحو إنشاء دولة فلسطينية، وهو الأمر الذي تعارضه حكومة نتنياهو بشدة.
ومع انقسام الحليفين المقربين، تركت غزة من دون حكومة فاعلة، الأمر الذي أدى إلى انهيار النظام العام والسماح لحماس بإعادة تشكيل نفسها حتى في المناطق الأكثر تضرراً.
“قصف ومجاعة شاملة”
وأفاد فلسطينيون بوقوع قصف إسرائيلي عنيف خلال الليل في مخيم جباليا للاجئين ومناطق أخرى في شمال قطاع غزة، الذي تعرض لدمار واسع النطاق وعزلته القوات الإسرائيلية إلى حد كبير منذ أشهر.
ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن هناك “مجاعة شاملة” هناك.
وقال سكان إن الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية قصفت المخيم ومنطقة الزيتون شرق مدينة غزة حيث تقاتل القوات الإسرائيلية نشطاء فلسطينيين منذ أكثر من أسبوع، وقد دعوا عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الانتقال إلى المناطق المجاورة.
وقال عبد الكريم رضوان، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 48 عاماً من جباليا: “كانت ليلة صعبة للغاية”، وأضاف رضوان أنهم سمعوا قصفًا مكثفًا ومستمرًا منذ منتصف نهار السبت.
وفي السياق ذاته، قال مسعفون من الدفاع المدني الفلسطيني إنهم لم يتمكنوا من الاستجابة لنداءات المساعدة المتعددة الواردة من المنطقتين، وكذلك من رفح، على الطرف الجنوبي من غزة.
وتقاتل القوات الإسرائيلية مسلحين هناك منذ أن سيطر الجيش على المعبر الحدودي القريب مع مصر الأسبوع الماضي.
وقال الأدميرال دانييل هاغاري، كبير المتحدثين العسكريين الإسرائيليين، إن القوات تقاتل في جميع أنحاء غزة، “في المناطق التي لم نعمل فيها بعد وفي الأماكن التي نعمل فيها”، فبالإضافة إلى جباليا والزيتون، تعمل القوات أيضاً في بيت لاهيا وبيت حانون، وهما بلدتان قريبتان من الحدود الشمالية لقطاع غزة مع إسرائيل وتعرضتا لقصف شديد في الأيام الأولى للحرب، حسبما أفاد هاغاري.
وقُتل خمسة جنود إسرائيليين في الزيتون الجمعة، وأطلق مسلحون فلسطينيون وابلًا من 14 صاروخًا باتجاه مدينة بئر السبع الإسرائيلية في تلك الليلة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد أن صاروخا آخر أطلق خلال الليل ألحق أضرارا بمنزل في مدينة عسقلان الإسرائيلية.
وكانت رفح تؤوي نحو 1.3 مليون فلسطيني قبل بدء العملية الإسرائيلية، معظمهم فروا من القتال في أماكن أخرى من القطاع.
وأخلت إسرائيل الآن الثلث الشرقي من رفح، وقال هاغاري إن عشرات المسلحين قتلوا هناك مع استمرار “العمليات المستهدفة”.
وحذرت الأمم المتحدة من أن الغزو المخطط له على نطاق واسع في رفح من شأنه أن يزيد من شل العمليات الإنسانية ويتسبب في ارتفاع عدد القتلى وسط المدنيين.