وصل القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، اليوم الاثنين، إلى الفشقة للوقوف على الأوضاع هناك وتفقد أفراد القوات المسلحة على الحدود الشرقية للبلاد، بحسب ما أفادت به مراسلة “العربية” و”الحدث” في الخرطوم.
ويأتي الإعلان عن زيارة البرهان بعد مقتل 23 ضابطا وجنديا في الهجوم الأخير لميليشيا إثيوبية على الفشقة شرق البلاد، فيما أفاد الجيش السوداني بأن عشرات المدنيين جرحوا وقتلوا في الهجمات الأخيرة للقوات الإثيوبية في الفشقة.
وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة: “تعرضت قواتنا التي تعمل في تأمين الحصاد بالفشقة الصغرى في منطقة بركة نورين لاعتداء وهجوم من مجموعات للجيش والمليشيات الإثيوبية استهدفت ترويع المزارعين وإفشال موسم الحصاد والتوغل داخل أراضينا.. تصدت قواتنا للهجوم بكل بسالة وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات واحتسبت القوات المسلحة عددا من الشهداء وستظل تحمي الوطن وتدافع عن أراضيه”.
وأعلن الجيش السوداني، السبت، أن الجيش الإثيوبي وميليشيات موالية له، هاجموا منطقة الفشقة الحدودية، وهي منطقة زراعية متنازعة بين البلدين.
وأوردت وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا” أن القوات السودانية تواجدت بالمنطقة لحماية مزارعين أثناء موسم الحصاد.
ويتركز النزاع المستمر منذ عقود مع إثيوبيا على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، تقع داخل حدود السودان، وفقا لاتفاقية حددت الخط الفاصل بين البلدين في أوائل القرن العشرين.
وأجرى البلدان جولات من المحادثات كان آخرها في الخرطوم في ديسمبر الماضي لتسوية الخلاف، لكنهما لم يحرزا أي تقدم.
وتصاعدت التوترات نهاية العام الماضي بعد أن نشر السودان قواته في الفشقة.
وتنقسم أراضي التنازع الحدودية بين السودان وإثيوبيا إلى 3 مناطق وهي الفشقة الصغرى والفشقة الكبرى والمناطق الجنوبية، وتبلغ مساحتها نحو مليوني فدان وتقع بين 3 أنهر هي ستيت وعطبرة وباسلام ما يجعلها خصبة لدرجة كبيرة.
وتمتد الفشقة لمسافة 168 كيلومترا مع الحدود الإثيوبية من مجمل المسافة الحدودية لولاية القضارف مع إثيوبيا والبالغة حوالي 265 كيلومترا.
واستعاد السودان نتيجة عمليات عسكرية 92% من هذه الأراضي الخصبة، قبل أشهر، وذلك لأول مرة منذ 25 عاما بعد انسحاب الجيش السوداني منها.
وسبق أن تعهد قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، بأن بلاده ستسترد 7 مواقع حدودية مع إثيوبيا عبر الدبلوماسية لا القوة.