أطلقت إيران، في وقت واحد، ولأول مرة، ثلاثة أقمار صناعية باستخدام صاروخ “سيمرغ” الحامل للأقمار الصناعية. وتقول الدول الغربية، إن الصواريخ التي تختبرها الجمهورية الإسلامية لإطلاق هذه الأقمار الصناعية تشكل تهديدًا عالميًا.
وأفادت وسائل إعلام رسمية في إيران، بأن حامل الأقمار الصناعية “سيمرغ”، الذي صنعته وزارة الدفاع، أرسل قمرًا صناعيًا وزنه 32 كيلو غرامًا، وقمرين صناعيين نانويين يقل وزنهما عن 10 كيلو غرامات إلى مدار لا يقل عن 450 كيلو مترًا، اليوم، الأحد.
وما يقلق المجتمع الدولي هي الصواريخ التي تختبرها إيران كحاملة للأقمار الصناعية أثناء إطلاقها.
وقالت وكالة أنباء “فارس” التابعة للحرس الثوري الإيراني: “هذه هي المرة الأولى التي يضع فيها خبراء الفضاء ثلاثة أقمار صناعية محلية في المدار في وقت واحد باستخدام حامل الأقمار الصناعية محلي الصنع”.
وأضافت، أن حامل القمر الصناعي “سيمرغ” هو صاروخ “يعمل بالوقود السائل على مرحلتين”، وتم إطلاقه للمرة السابعة.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا”، في تقرير لها، أن القمر الصناعي الأكبر الذي يحمل اسم “مهدا”، “هو من سلسلة الأقمار الصناعية خفيفة الوزن التابعة لمعهد أبحاث الفضاء الإيراني، والتي تم تصميمها وصنعها بغرض اختبار أنظمة الأقمار الصناعية الفرعية المطورة.
وأشارت إلى أن المهمة الرئيسة لهذا القمر الصناعي هي التحقق من دقة أداء حامل القمر الصناعي “سيمرغ” في عمليات الحقن المتعددة للشحنات الفضائية في مدار أرضي منخفض، وتقييم أداء بعض التصميمات الجديدة وموثوقية التقنيات المحلية في الفضاء.
وتم الإطلاق المتزامن لهذه الأقمار الصناعية الثلاثة بعد أسبوع تقريبًا من إطلاق القمر الصناعي “ثريا”، الأمر الذي أثار انتقادات من الدول الغربية؛ حيث أدانت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في بيان مشترك، قيام إيران بإطلاق القمر الصناعي “ثريا” باستخدام الصاروخ الحامل للأقمار “قائم 100″، ووصفته بأنه يتماشى مع البرنامج الصاروخي الإيراني الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة.
وكانت إيران قد أعلنت، يوم السبت 20 يناير (كانون الثاني)، إطلاق القمر الصناعي “ثريا” من سلسلة الأقمار البحثية، التي صنعها معهد أبحاث الفضاء الإيراني، والذي تم إطلاقه باستخدام حامل الأقمار الصناعية “قائم 100”.
وبحسب تقارير إعلامية في إيران، تم إطلاق هذا القمر الصناعي من قِبل القوة الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وتم الإطلاق يوم الأحد كالمعتاد من قاعدة الخميني الفضائية في جنوب غرب سمنان.
هذا وقد شهد برنامج الفضاء الإيراني، في السنوات الأخيرة، سلسلة من الإخفاقات والانفجارات القاتلة، وشهدت إيران عدة عمليات إطلاق غير ناجحة للأقمار الصناعية.
وفي حالات سابقة، أدانت القوى الغربية إطلاق إيران صاروخًا يحمل قمرًا صناعيًا، ووصفته بأنه عمل يتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 وبأنه عمل مزعزع للاستقرار في المنطقة.
ووصف البيت الأبيض، في العام الماضي، إطلاق حامل القمر الصناعي “ذو الجناح” بأنه عمل “غير مفيد ومزعزع للاستقرار”، وأعلن أنه ملتزم باستخدام العقوبات وغيرها من التدابير لمنع المزيد من التقدم في برنامج الصواريخ الإيراني.
ويأتي إطلاق الأقمار الصناعية الأخيرة من قِبل إيران وسط التوترات في المنطقة والهجمات التي يشنها وكلاء إيران ضد القوات الأميركية والشحن التجاري.