ذكرت وكالة “بلومبرغ” أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجدوا جزيئات يورانيوم مخصب بتركيز 84 في المائة داخل منشآت إيران النووية. وعقب نشر هذا الخبر أعلنت الوكالة أنها على علم بهذا الأمر، لكن إيران نفته.
وكتبت “بلومبرغ”، أمس الأحد 19 فبراير (شباط)، نقلا عن اثنين من كبار الدبلوماسيين أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكتشفوا، الأسبوع الماضي، يورانيوم مخصبا في منشآت نووية إيرانية، كان تركيزه أقل بقليل من الكمية المطلوبة لصنع سلاح نووي.
وأضافت الوكالة أن العثور على يورانيوم مخصب بهذا المستوى من التركيز يؤكد الخطر من أن أنشطة إيران النووية التي لا تنتهي يمكن أن تتسبب في أزمة جديدة.
وفي إشارة إلى أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعدون تقريرهم ربع السنوي عن إيران، كتبت “بلومبرغ” أن الوكالة تحاول معرفة كيفية حصول إيران على اليورانيوم المخصب بهذا المستوى من النقاء، وهو أقل بنسبة 6 في المائة فقط من النقاء المطلوب للقنبلة الذرية.
وكان النظام الإيراني قد أبلغ الوكالة في وقت سابق بأن أجهزته للطرد المركزي معدة لتخصيب اليورانيوم بنسبة تركيز تصل إلى 60 في المائة فقط.
وأضافت “بلومبرغ” أنه يتعين على محققي الوكالة تحديد ما إذا كانت إيران قد أنتجت عمدا مثل هذه المواد أو ما إذا كان التركيز ناتجًا عن حادث غير مقصود أثناء تخصيب اليورانيوم بمئات من أجهزة الطرد المركزي.
وكتبت الوكالة على “تويتر”، ردًا على تقرير “بلومبرغ”، أنها على علم بالتقارير الإعلامية الأخيرة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم في إيران.
وأعلنت الوكالة، نقلاً عن رفائيل غروسي، المدير العام لهذه الهيئة التابعة للأمم المتحدة، أنها تجري مناقشات مع إيران بشأن نتائج أنشطة التحقق الأخيرة وستبلغ مجلس محافظي الوكالة إذا لزم الأمر.
وفي طهران، ادعى المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، ردًا على تقرير “بلومبرغ”، أن “وجود جسيم أو جسيمات أعلى من 60 في المائة في عملية التخصيب لا يعني إنتاج يورانيوم بتخصيب أكثر من 60 في المائة”، ووجود هذه الجزيئات “في موقع التخصيب أمر شائع”.
واتهم كمالوندي “بلومبرغ” بـ”الافتراء وتشويه الحقائق” وكرر مرة أخرى ادعاء مسؤولي النظام الإيراني بأن الوكالة أصبحت “أداة ضغط” لبعض الدول.
لكن هذه ليست هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر تقارير عن أنشطة نووية غير عادية للنظام الإيراني.
وقبل أقل من 3 أسابيع، انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير سري لأعضائها، حقيقة أن إيران لم تعلن عن تغييراتها في منشآت “فوردو” النووية لهذه المنظمة، ووصفت ذلك بأنه يتعارض مع التزامات إيران بموجب المادة 45 من اتفاقية الضمانات.
وأفادت وكالة “رويترز” للأنباء في 1 فبراير (شباط) بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أنه في هذه المنشأة، تم توصيل مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي IR-6 التي تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المائة بالمفاعل بطريقة مختلفة تمامًا عما كانت إيران قد أعلنته للوكالة.
ووفقا للتقرير، اكتشفت الوكالة التغيير خلال تفتيش مفاجئ، يوم 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، لمنشأة “فوردو” النووية تحت الأرض.
وأيضا في أغسطس (آب) الماضي، بعد أن أكد مسؤولون في إيران على وجوب “إغلاق” كاميرات الوكالة، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن وصولنا محدود ولا نعرف ما يجري في برنامج إيران النووي.
وفي وقت سابق، قال كمال خرازي، مستشار علي خامنئي للشؤون الدولية، إن إيران لديها القدرة على صنع أسلحة نووية، لكنها لا تنوي القيام بذلك.
وقال محمد جواد لاريجاني، أحد المسؤولين السابقين بوزارة الخارجية والقضاء، إنه إذا أرادت إيران صنع قنبلة ذرية فلا يستطيع أحد منعها.