بينما يتواصل النزاع في السودان للشهر السادس على التوالي، كشف أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، اليوم الأربعاء، إن 70% من المرافق الصحية في مناطق الصراع في السودان لا تعمل.
كما قال المكتب الإقليمي إن “المرافق الصحية في المناطق الأخرى تعاني من ضغط كبير بسبب نزوح السكان”.
يأتي ذلك، فيما بدأت إصابات الكوليرا والضنك تتفشى في البلاد مؤخراً بشكل واسع.
فقد أوضح وزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم، الأسبوع الماضي للعربية/الحدث، تسجيل قرابة 800 إصابة بحمى الضنك حتى الآن، علماً أن نقابة الأطباء أعلنت قبل ذلك بأيام أن عدد الإصابات في ولاية البحر الأحمر لا يقل عن ثلاثة إلى خمسة آلاف، أما في بورتسودان فهناك حوالي ألف إصابة، معظمهم من الأطفال”.
تفش للكوليرا وحمى الضنك
كما قال المدير العام لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية في ولاية شمال كردفان بالسودان الفاتح عبد الرحمن إن حمى الضنك ظهرت في الولاية، لتنضم بذلك إلى الولايات السودانية التي تشهد تفشيا لأوبئة منها الكوليرا.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت، في وقت سابق أنها نشرت فرق الاستجابة السريعة بالمناطق المتضررة من تفشي الكوليرا في السودان، مشيرة إلى أنها تعمل على دعم وزارة الصحة لنقل عينات من الحالات المشتبه بها إلى مختبر الصحة العامة في بورتسودان المعتمد من قبل المنظمة.
كما أوضحت أنها تنسق الجهود مع الوزارة من أجل زيادة توفير المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي وتوعية المجتمعات المتضررة والمعرضة للخطر بمخاطر انتقال العدوى.
أتى هذا التفشي فيما تعاني البلاد أصلاً من شح المساعدات الطبية والفيضانات في بعض المناطق قبل الحرب حتى.
إلا أن الصراع الذي اندلع منذ منتصف أبريل الماضي فاقم الأمور سوءاً، بسبب النزوح الجماعي لملايين السودانيين داخلياً أو إلى دول الجوار، وانتشار للأمراض وسوء التغذية، بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة والفيضانات.
كما أدت الاشتباكات إلى إخراج 70% من المستشفيات في الولايات المتضررة من النزاع عن الخدمة، فيما تعاني البقية من الأعداد الكبيرة من النازحين.
وفي أغسطس الماضي، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها من تدهور الأوضاع الصحية في البلاد، لاسيما في مخيمات اللاجئين ونقاط الدخول الحدودية ومراكز الاستقبال المؤقت في الدول المجاورة.