أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، أن الوضع في أوكرانيا لا يشكل سوى مسألة تحسين الموقف التكتيكي بالنسبة للغرب، ولكنه “مسألة حياة أو موت” بالنسبة لروسيا.
وقال بوتين للصحافي الروسي بافيل زاروبين، تعليقاً على “الجزء المتعلق بالتاريخ” من مقابلته مع الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون، إنه من المهم لكل من المستمعين الروس والأجانب أن يفهموا مدى حساسية وأهمية “كل ما يحدث في الاتجاه الأوكراني” بالنسبة لروسيا.
وأضاف الرئيس: “بالنسبة لهم (الغرب) يعد هذا تحسيناً لموقفهم التكتيكي، أما بالنسبة لنا فهو مصير، إنها مسألة حياة أو موت، أردتُ أن يفهم الناس الذين يستمعون إلى هذه (المقابلة مع كارلسون) ذلك”.
هذا ونشر كارلسون، ليلة 9 فبراير، مقابلته مع الرئيس بوتين، التي استمرت أكثر من ساعتين، وتم تخصيص جزء كبير منها للصراع الأوكراني وعلاقات روسيا مع الولايات المتحدة وحلف الناتو والغرب بشكل عام، وصرح كارسلون، في وقت سابق، أنه تقدم بطلب لإجراء مقابلة مع الرئيس بوتين السنة الماضية لكنه تلقى حظراً من السلطات الأميركية.
وفيما اعتبر أكبر انتصار رمزي لروسيا بعد فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف الصيف الماضي، انسحبت القوات الأوكرانية من آخر معاقلها قرب مدينة دونيتسك شرقي البلاد.
وأعلن الجيش الأوكراني، أمس السبت، انسحابه من مدينة أفدييفكا الشرقية، وقال قائد المنطقة الجنرال الأوكراني أولكسندر تارنافسكي عبر “تليغرام” ليل الجمعة “وفقا للأمر الذي تلقيناه، انسحبنا من أفدييفكا إلى مواقع معدة مسبقا”.
يذكر أن الانسحاب الأوكراني من أفدييفكا يمهد الطريق لأكبر تقدم روسي منذ مايو 2023، عندما استولت موسكو على مدينة باخموت، حسب منشور على منصات التواصل الاجتماعي لقائد الجيش الأوكراني الجديد، أولكسندر سيرسكي.
ولأفدييفكا قيمة رمزية واستراتيجية كبرى بالنسبة للجانبين، فقد سقطت لفترة وجيزة في العام 2014 في أيدي الانفصاليين المدعومين من موسكو، قبل أن تعود إلى سيطرة كييف، فضلا عن قربها من مدينة دونيتسك معقل أنصار روسيا منذ عشر سنوات.
وتبقى السيطرة على أفدييفكا خطوة أساسية في هدف روسيا المتمثل في تأمين السيطرة الكاملة على الإقليمين اللذين يشكلان منطقة دونباس الصناعية، دونيتسك ولوغانسك، وقد تمنح الرئيس فلاديمير بوتين نصرا ميدانيا بينما يسعى لإعادة انتخابه الشهر المقبل.
وتأمل موسكو أن تؤدي السيطرة على المدينة الصناعية التي اشتهرت في السابق بمصنع فحم الكوك المترامي الأطراف، إلى تأمين دونيتسك من القصف الأوكراني المنتظم، عبر هجمات انطلق بعضها من المدينة، إذ إن الاستيلاء عليها يمنح روسيا السيطرة الكاملة على المنطقة المحيطة بالإقليم.
وكان الكرملين قد جعل السيطرة على أفدييفكا أولوية في عام لم يكن من المتوقع فيه أن يحقق أي من الجانبين مكاسب استراتيجية كبيرة في ساحة المعركة، بحسب تقرير لوكالة “بلومبرغ”.