رأى مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم الاثنين، أن تمرد مجموعة فاغنر المسلح يؤدي إلى تصدع السلطة الروسية، مؤكداً أن انعدام الاستقرار في بلد يمتلك السلاح النووي “ليس بالأمر الجيد”.
وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: “ما حدث خلال عطلة نهاية الأسبوع يظهر أن الحرب ضد أوكرانيا تؤدي إلى تصدع السلطة الروسية وتؤثر على نظامها السياسي”.
وأضاف في تصريحات للصحفيين في لوكسمبورغ قبل الاجتماع أن “النظام السياسي (في روسيا) يعاني من نقاط ضعف والقوة العسكرية تتصدع”.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم، إن الأحداث الأخيرة في روسيا تظهر “تصدعات كبيرة” داخل الحياة السياسية الروسية، مضيفة أن ألمانيا لن تتدخل فيما وصفته بأنها “شؤون سياسية داخلية”.
وأضافت بيربوك قبل توجهها إلى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي “نرى تصدعات كبيرة في الدعاية الروسية”، وتابعت أن الحلفاء الغربيين سيواصلون دعم أوكرانيا في الحرب.
ويبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم تداعيات تمرد قائد فاغنر يفغيني بريغوجين على مجريات الحرب في أوكرانيا والوضع في روسيا.
كما يبحث الوزراء الأوربيون في لوكسمبورغ تقديم المزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا بعد أن زود الاتحاد أوكرانيا بربع مليار قذيفة و200 ألف صاروخ حسب ما كشف عنه دبلوماسي رفيع المستوى.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اعتبر أن تمرّد قائد مجموعة فاغنر، الذي تم إحباطه، يكشف وجودَ “تصدّعات حقيقية” على مستوى سلطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد تستمر لشهور قادمة.
وأضاف بالقول: “من المبكر الحديث عن مستقبل عناصر فاغنر.. ولم نر بعد الفصل الأخير من قصة تمرد فاغنر على روسيا”، مشيراً إلى أن الرئيس جو بايدن لم يحاول التواصل مع بوتين.
من جهته، علق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الأحداث في روسيا، وقال إن “ما جرى في روسيا يُظهر الانقسامات الموجودة داخل المعسكر الروسي، كما يُظهر هشاشة الجيش والقوات الرديفة له مثل مجموعة فاغنر”.
وأضاف أيضا أن الوضع في روسيا يبقى قابلا للتطور وأنه يجب على الحلفاء أن يبقوا متيقظين ويواصلوا دعم أوكرانيا.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير دفاعه إنهما أجريا سلسلة من الاتصالات مع حلفاء كييف أمس الأحد لمناقشة “ضعف” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والخطوات الهجومية المضادة القادمة لأوكرانيا.
وقال زيلينسكي بعد اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جو بايدن: “ناقشنا مسار الأعمال القتالية والأحداث الجارية في روسيا. يتعين على العالم الضغط على روسيا لحين استعادة النظام الدولي”.
ووفقا لبيان من البيت الأبيض، ناقش الزعيمان “الهجوم المضاد المستمر لأوكرانيا، وأكد الرئيس بايدن دعم الولايات المتحدة الثابت”.
وقال أوليكسي ريزنيكوف، وزير الدفاع الأوكراني، إنه ناقش مع نظيره الأميركي لويد أوستن الهجوم المضاد لأوكرانيا والخطوات التالية لتعزيز القوات. وكتب ريزنيكوف على “تويتر”: “الأمور تسير في الاتجاه الصحيح”.
وبينما قال المسؤولون الأوكرانيون إن الفوضى الروسية تعمل لصالح كييف، يبقى أن نرى ما إذا كان زيلينسكي وجيشه يمكن أن يستفيدوا من الاضطرابات في موسكو لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا الآن.