بعدما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، الغرب بممارسة ابتزاز نووي ضد بلاده، مؤكداً “أن لدى موسكو أسلحة دمار شامل كثيرة للرد”، حذرت بريطانيا وألمانيا من خطورة تلك التصريحات.
فقد أكدت وزيرة الخارجية البريطانية، جيليان كيجان، لشبكة سكاي نيوز أن خطاب بوتين اليوم يمثل تصعيداً مقلقاً، مشيرة إلى ضرورة “أخذ تلك التهديدات التي وجهها على محمل الجد”. وأضافت قائلة “علينا بكل وضوح أن نأخذ الأمر على محمل الجد، لأننا لا نسيطر على الوضع، ولستُ متأكدة من أنه يسيطر على الوضع أيضا.. فهذا تصعيد واضح”.
سنناقش الرد
بدوره، اعتبر المستشار الألماني، أولاف شولتس أن التعبئة الجزئية للجيش التي أمر بها بوتين بوقت سابق اليوم “تصعيد إضافي خطير للصراع”، مشيراً إلى أن الحكومة الألمانية تدرس الرد عليه.
كما أضاف أنها “خطوة أخرى سيئة وخاطئة من موسكو”، لافتاً إلى أن بلاده “ستناقشها وتتشاور بشأنها سياسيا فيما يتعلق بكيفية الرد”.
مؤشر ضعف
في المقابل، رأت السفيرة الأميركية في أوكرانيا، بريدجت برينك، أن إعلان التعبئة الروسية “مؤشر ضعف” لا قوة.
وكتبت في تغريدة على حسابها في تويتر “الاستفتاءات الزائفة والتعبئة هي مؤشرات ضعف وفشل روسي”، مؤكدة أن بلادها ستستمر في “دعم أوكرانيا طالما اقتضت الضرورة”.
“علامة ذعر”
كذلك، اعتبر رئيس وزراء هولندا، مارك روته، أن قرار التعبئة علامة على ذعر بوتين. وأضاف متحدثاً إلى قناة (إن.أو.إس) الهولندية “التعبئة والدعوة إلى استفتاءات في دونيتسك كلها علامات على الذعر، فخطاب بوتين بشأن الأسلحة النووية شيء سمعناه مرات عديدة من قبل”.
فيما قررت ليتوانيا رفع درجة الاستعداد العسكري. وقال وزير دفاعها، أرفيداس أنوسوسكاس، بتعليق على فيسبوك إن بلاده رفعت مستوى جاهزية قوة الرد السريع في جيشها، “لمنع أي استفزازات من الجانب الروسي”.
لكن فنلندا قالت إن الوضع مستقر على حدودها. وأوضح وزير الدفاع، أنتي كاكونين، أن بلاده تراقب عن كثب الوضع في روسيا المجاورة، مؤكدا في الوقت عينه أن الوضع العسكري مستقر وهادئ، وأن قواته الدفاعية مستعدة جيداً”
عن كثب “.
“كل الوسائل”
وكان بوتين أكد في خطابه المسجل الذي بثه في وقت سابق التلفزيون الرسمي أن بلاده تملك أسلحة دمار شامل متطورة، وأن قواته قادرة على استخدامها إذا تم تهديد وحدة أو سيادة روسيا.
كما حذّر من أنّ روسيا مستعدة لاستخدام “كل وسائلها” الدفاعية، “لحماية نفسها”، مؤكداً أن الأمر “ليس مجرد خدعة”.
تصعيد كبير
أتى ذلك، بعدما أعلن سيد الكرملين “تعبئة جزئية” للمواطنين الروس في سن القتال، ضمن صفوف الجيش، ما يمهّد لتصعيد كبير في النزاع المستمر منذ 7 أشهر مع كييف.
يذكر أن قرار التعبئة هذا أتى وسط تراجع للقوات الروسية خلال الأيام الماضية في شمال شرقي أوكرانيا لاسيما في إقليم خاركيف، إثر هجوم مضاد شنته القوات الأوكرانية قبل نحو أسبوعين لاستعادة بلدات ظلت أشهرا طويلة تحت السيطرة الروسية، حيث حققت تقدماً ملحوظاً.
كما شنت بالتزامن هجوما واسعا لاستعادة الأراضي في الجنوب، ساعية لمحاصرة آلاف الجنود الروس الذين انقطعت عنهم الإمدادات على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، واستعادة خيرسون، المدينة الكبيرة الوحيدة التي تحافظ روسيا على سيطرتها عليها منذ فبراير الماضي.