تحليلات خاصة عن لقاء الملك عبدالله الثاني والرئيس ترمب
الكاتب: م. عصام والي
12-2-2025
تابعت النص الأصلى الانجليزى لمقابلة ترامب و العاهل الاردنى الملك عبد الله أمس .. و بعيدا عن رأى السوشيال ميديا المتحفز .. لى مجموعه ملاحظات
1- طبقاً لصحفيين في البيت لأبيض لم يكن هناك مؤتمر صحفى مقرراً ، بل كان الاجتماع مدرجا على إنه “مغلق” و فوجىء الصحفيون بدعوتهم للدخول . بمعنى ان ترامب قرر نصب السيرك و إحراج الملك بإطلاق تصريحاته العبثية أثناء جلوسه.
2- ما يقال فى الغرف المغلقه ليس بالضروره ما يقال فى العلن خاصه إذا كان الخلاف مع رئيس أكبر قوة عظمى و رجل “عبثى أهوج” يشعر بتعاظم قوته ، يريد شراء غزة و ضم كندا و و جرينلاند و الخروج من النظام الدولى و إحراج الجميع ليبدو شمشون الجبار .. تفويت فرصه تفجير الخلاف فى العلن كان ضرورياً.
3- العاهل الاردنى لم يتراجع عن موقف الأردن المعلن ، فقط هو ناور قليلا وقال إننا بانتظار الخطه المصرية العربيه المشتركه ، و ان هناك اجتماعاً مع ولى العهد السعودى و الدول العربيه ستعرض على ترامب خطتها، و اكد مرتين إن مصر لديها خطة . هذا ليس هروبا بل تأكيد واضح لترامب انك لن تستطيع ان تبرم صفقه مع كل دوله على حدة.. فالاجابه ستكون “عربيه “. ثم ترسيخ إن مصر هى القائد هنا و هى العقل .. و هذه حقيقه، فهو لا يلقى بالكره إلينا ، لكنه يؤكد واقع و بالتأكيد هذا النص متفقُ عليه مع الرئيس السيسى و ولى العهد السعودى .
4- فيما يخص التهجير حاول الملك أيضا الا يصطدم بترامب و هو يكرر أفكاره العبثيه امام الصحفيين لمزيد من استفزاز الملك .. لكنه تمكن من المناورة ايضا و قال سنستقبل ٢٠٠٠ طفل للعلاج ، و “لن افعل إلا ما هو فى صالح بلدى الاردن” . والمعنى واضح لا يحتاج ان نقول له مافيش و هو كده المعنى واضح.
5- هذه الإجابة بالمناسبه لم تعجب ترامب .. كان يريد تأكيدا من الملك انه يوافق على إعطائه قطعه أرض و يبارك خطته .. لكنه لم يحصل على ذلك – علنا على الأقل – و لا داخل الاجتماع كما أكد البيان
6- البعض يرى ان العاهل الاردنى كان يجب ان يكون اكثر وضوحا فى قضيه التهجير وضم الضفه ، لكن هناك رأى آخر اننا امام شخص منفلت يملك قوة كبرى .. وأفضل طرق التعامل معه الآن هو تفويت فرصه الانفجار .. مع الاصرار على المواقف دون تراجع .. ثم التفاوض و التفاوض حتى نثبت له ان ما يفكر به هو وهم لن يتحقق ..و تلك حكمه تستحق ذكاء سياسى، فلا أحد يريد صدام يؤدى لمواجهات عسكرية او عقوبات إقتصادية.
7- اصدر الأردن بيانا واضحا بما حدث داخل الاجتماع و خرج وزير الخارجبه و رئيس الوزراء بإيضاحات اكثر دقه و حسماً ليس بها اى تراجع . ٧- من كل ما سبق .. ملك الأردن و كان أول مسئول يواجه طوفان الفكره الترامبية مباشره تمكن من المناورة( وإن لم تعجب البعض) دون ان يقدم أى تنازل و هذا هو الأهم .. لم يحصل منه ترامب على موافقه و إلا لكان خرج بعد الاجتماع و قال ان الأردن قد وافق على استقبال الفلسطينيين و ضم الضفه و هذا لم يحدث.
8- لا يجب ان ننسى او نغفل كم الضغوط التى يتعرض لها الأردن من قبل امريكا . الأردن دولة صغيره و المعونات الامريكيه اساسيه له، و لكننه تمكن رغم ذلك من المناورة حتى إشعار آخر.
9- ترامب مستعد لإحراج الجميع ، لذا اى مقابله معه يجب ان تكون جماعية برأىٍ واحد و تفاوض يجد فيه مصلحته الاقتصادية مع السعودية مثلا.
الان الأهم هو الخطه العربيه و الموقف العربى المشترك .. و الذكاء فى التعامل مع ترامب ، فى السياسه المهم النتائج و ليس العبارات الرنانه و الشعبوية و الخلافات على الهواء . الان وقبل ذلك و بعد ذلك دور مصر محورى .. حاسم و ننتظر قمه عربيه مهمه.