أفاد تسريب صوتي حصلت عليه “إيران إنترناشيونال” من اجتماع المجلس الائتلافي، بأن مؤسسات النظام الإيراني أقرت بـ”الخطأ الجسيم” لشرطة زاهدان في إطلاق الرصاص الحي على المواطنين، وبينهم طفلان.
وقد أعلن في هذا الاجتماع أيضًا أن 80 شخصاً من معتقلي الانتفاضة الشعبية قد وجهت إليهم اتهامات بـ”الحرابة” و”الإفساد في الأرض” وهو ما يمكن أن يؤدي بهم إلى الإعدام.
وقال سكرتير مجلس ائتلاف القوى الثورية، رضا داوري، إن تصريحات محسن رضائي حول اعتقال من أطلق الرصاص على سيارة عائلة كيان بيرفلك، عند حدود ماكو لم تكن صحيحة.
ووفقًا لهذا التسريب الصوتي، فقد طلب غلام علي حداد عادل، رئيس مجلس ائتلاف القوى الثورية، من سكرتير المجلس، رضا داوري، تقديم تقرير عن الاحتجاجات، في بداية الاجتماع.
ويقدم داوري في تقريره عن بلوشستان رواية حول مجزرة زاهدان يوم 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، تتناقض مع الرواية الرسمية.
وبحسب ما قاله داوري، فإن الشرطي الذي كان موجودا أعلى مقر مركز الشرطة “ارتكب خطأً كبيرًا وأطلق النار على منطقة أخرى (بعيدًا عن مركز الشرطة) حيث استشهد عدد من الرجال والنساء والأطفال الذين لم تكن لهم صلة بالقضية”.
وجاءت هذه الكلمات في الوقت الذي زعم فيه مسؤولو وسائل الإعلام الإيرانية أن إطلاق النار كان بسبب وقوع هجمات مسلحة على مركز الشرطة.
وقد قُتل حوالي 100 شخص، بينهم 7 أطفال ومراهقان، في مجزرة زاهدان.
وقال داوري أيضًا في الاجتماع: “افهموا مولوي عبدالحميد. هناك ضغط عليه. لقد وجه بعض الانتقادات، وله مطالب، لكنه لم يأمر بالعصيان والخروج إلى الشارع”.
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي أمر فيه خامنئي بتشويه سمعة مولوي عبدالحميد، وفقاً لتسريب وكالة أنباء “فارس”.
وفي الوقت نفسه، هتف المواطنون بعد صلاة الجمعة، في مدن مختلفة من محافظة بلوشستان، لدعم مولوي عبدالحميد: “شيخ الإسلام مع الله، خامنئي تحت الأرجل”، مما تسبب في اشتباكات واسعة النطاق بين القوات الأمنية والمتظاهرين.
“الحرابة” و”الإفساد في الأرض” لـ80 شخصاً
وفي هذا التسريب الصوتي قال داوري في الاجتماع أيضًا إنه تم اتهام 80 شخصاً بـ”الحرابة”. ووفقًا للتقرير، فقد كان رأي المرشد الإيراني هو إيقاف قضية “الحرابة” وإصدار أحكام بـ”القصاص” (الإعدام) ضد المحتجين، بتهمة التورط في قتل بعض قوات الباسيج.
وأضاف داوري: “مع ذلك، إذا تم النظر في موضوع القصاص، فسيتم الحكم على حوالي 10 أشخاص فقط بالإعدام، وقد تعلن أسر الضحايا عن العفو عن المتهمين”.
ويضيف داوري أنه بعد الاحتجاجات في المدن الكردية في إيران وغيرها من الأحداث، قرر النظام الإيراني توجيه اتهامات “الحرابة، والإفساد في الأرض”، ضد المحتجين، ووجهت هذه التهم لـ6 أشخاص على الأقل في طهران.
كما أعلن أمين ائتلاف القوى الثورية أن أكثر لوائح الاتهام بـ”الحرابة، والإفساد في الأرض” تم إصدارها في محافظات طهران، وألبرز، وفارس، وخراسان رضوي، وأصفهان.
وقال إنه في المحافظات الكردية، سيتم توجيه تهمة “الإرهاب” ضد بعض المعتقلين للحكم عليهم بالإعدام.
وفي الأيام الأخيرة، كانت هناك تقارير عن توجيه اتهامات “الحرابة، والإفساد في الأرض” لأكثر من 10 أطفال.
وفي هذه الأثناء، نشر سعيد أفكاري ملفا صوتيا لمكالمة هاتفية مع شقيقته إلهام أفكاري في السجن، حيث تقول إن العشرات من الأطفال معتقلون في السجن بتهمة “الإفساد في الأرض”، و”الحرابة”، بالإضافة إلى اتهامات أخرى.
وأشار داوري أيضًا إلى استخدام كلمة “الشر” من قبل خامنئي حول انتفاضة الشعب الإيراني، قائلاً إن قرار مجلس الأمن القومي ينص على معاملة “أكثر جدية وحسماً” ضد المتظاهرين.
ونفي داوري تصريحات محسن رضائي حول اعتقال الشخص الذي أطلق الرصاص على سيارة عائلة كيان بيرفلك.
وقال أيضًا إن الشخص المعتقل بتهمة إطلاق الرصاص على سيارة عائلة بيرفلك وقتل الطفل كيان، لا صلة له بإطلاق النار على هذه العائلة، وأنه كان مهربًا للأسلحة.
وكان محسن رضائي، المساعد الاقتصادي للرئيس الإيراني، قد قال في اجتماع مجلس أمن قضاء إيذه: “تم القبض على اثنين إلى ثلاثة من المتورطين في حادث إيذه الإرهابي على حدود باكو وتتم إعادتهم إلى الأهواز”.
وقالت عائلة كيان بيرفلك، وممثل إيذه السابق في البرلمان الإيراني، حجت الله درويش بور، إن عناصر الأمن هم من أطلقوا النار على عائلة كيان بيرفلك.
تدشين مركز إعلامي للنظام بموافقة مجلس الأمن القومي
وقال داوري أيضا إن خامنئي انتقد أداء وسائل الإعلام الرسمية، قائلاً: “إننا متخلفون في الحرب الإعلامية”. ووفقًا للتقرير، فقد قال خامنئي أيضًا إن “الاحتجاجات لن تنتهي قريبًا وإن نظام الهيمنة دخل المعركة بكل قوته”.
كما أعلن سكرتير ائتلاف القوى الثورية أن مجلس الأمن القومي الإيراني قد وافق على تشكيل “مركز إعلامي” بمشاركة مؤسسات مختلفة.