قبل دقائق من انتهاء الهدنة في غزة، وفيما تواصلت المساعي في محاولة لتمديدها، قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، إن الهدنة مع حماس ستستمر “في ضوء جهود الوسطاء لمواصلة عملية إطلاق سراح الرهائن”، فيما أفاد المركز الفلسطيني للإعلام اليوم بأن طائرات استطلاع إسرائيلية تحلق بشكل مكثف شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وقال المتحدث أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة “إكس”: “نظرا لجهود الوسطاء لمواصلة عملية إطلاق سراح المختطفين ووفق شروط الاتفاق، ستستمر فترة الهدنة الإنسانية المؤقتة”. كما أعلنت حركة حماس صباح اليوم أنها توصّلت إلى اتّفاق مع إسرائيل على تمديد الهدنة السارية بين الطرفين منذ ستة أيام ليوم إضافي.
وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن استمرار الهدنة مع حماس ليوم سابع اليوم الخميس بعد أن تسلم قائمة تضم عشر نساء وأطفال من المقرر الإفراج عنهم من غزة. وأضافت أن “قائمة المحتجزين تستوفي القواعد المتفق عليها في اتفاق الهدنة”.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية القطرية في بيان، توصل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتمديد الهدنة ليوم إضافي. وأضافت، نقلا عن ماجد بن محمد الأنصاري، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، تأكيده “استمرار تكثيف الجهود بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة”. وتابع أن الاتفاق سيسري “بالشروط السابقة نفسها، وهي وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية، وذلك في إطار وساطة دولة قطر المشتركة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة”.
وكانت “القناة 12” الإسرائيلية أفادت بأن مجلس الحرب الإسرائيلي أنهى اجتماعه فجر اليوم، وأعلن أنه غير راض عن قائمة المحتجزين التي أرسلتها حماس لتمديد الهدنة، وأن المجلس يرى أن القائمة “لا تلبي المعايير الإسرائيلية”.
ونقلت القناة عن مجلس الحرب الإسرائيلي قوله، إنه إذا لم يتم التوصل لاتفاق بحلول الموعد النهائي، سيتم استئناف القتال.
مصادر مطلعة قالت لشبكة “سي إن إن” CNN، إنه لن يتم تمديد الهدنة في غزة إلا بعد تقديم حماس القائمة التالية بأسماء المحتجزين الذين سيُفرج عنهم.
وعبرت المصادر لـ”سي إن إن” عن تفاؤلها بتمديد الهدنة، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أنه ليس هناك من شيء مؤكد لحين تسليم القائمة.
صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أفادت أن هناك خلافا بين إسرائيل وحماس على قائمة المحتجزين الذين سيطلق سراحهم لتمديد الهدنة الحالية.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل تصر على أن تضم قائمة المحتجزين المطلوب الإفراج عنهم نساء وأطفالا، وفقا لما تم الاتفاق عليه في البداية.
قيادي بحركة حماس من جهته، ذكر أن الحركة ليست ضد الهدنة، ولكن كل مرحلة لها مقتضياتها، وكل فئة من الأسرى والمحتجزين لها متطلباتها وشروطُها.
وكان مسؤولون في حماس أكدوا استعداد الحركة مبادلةَ جميع الجنود الإسرائيليين المحتجزين لديها بجميع الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية. وقال مصدر في الحركة إن ما تم اقتراحُه لتمديد الهدنة المؤقتة التي أوقفت القتالَ في قطاع غزة “ليس الأفضل” في هذه المرحلة، فيما تتكثّف المفاوضات حول تمديد الهدنة قبل ساعات من انتهائها.
هذا وفي ثالث زيارة له إلى المنطقة منذ السابع من أكتوبر، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، وذلك للعمل على الضغط باتجاه تمديد الهدنة، وإدخالِ المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة.
بلينكن قال في وقت سابق، إنه سيعمل خلال زيارته لإسرائيل على استمرار الهدنة في غزة، مضيفا أن استمرار الهدنة في قطاع غزة يعني دخول المزيد من المساعدات.
يأتي ذلك فيما بحث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، جهود استعادة المحتجزين والهدنة المؤقتة في غزة.
من جهة أخرى، قالت الخارجية الصينية إن بكين أصدرت ورقة موقف وقدمت مقترحات بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، معتبرة أنه على مجلس الأمن الدولي وضعُ جدول زمني محدد وخارطة طريق لتنفيذ حل الدولتين من أجل حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
كما ذكرت الخارجية الصينية أنه على مجلس الأمن الاستجابة لنداء المجتمع الدولي من أجل وقفٍ شامل لإطلاق النار.
هذا وأفرجت إسرائيل عن 30 فلسطينيا من النساء والأطفال في إطار الدفعة السادسة من صفقة التبادل بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وتتضمن أسرى من الضفة الغربية والقدس، بالإضافة إلى عدد من فلسطينيي الداخل.
عملية الإفراج تمت من سجن عوفر غرب رام الله بمرافقة طاقم من الصليب الأحمر.
ونقل 8 من المحررين إلى مدينة القدس الشرقية، فضلا عن 7 أسيرات محررات إلى داخل إسرائيل، فيما استقبلت حشود من الفلسطينيين في ساحة مدينة رام الله 15 من تلك الدفعة.
نشرت الفصائل الفلسطينية صورا جديدة لتسليم 10 محتجزين إسرائيليين للصليب الأحمر بعضهم من مزدوجي الجنسية، إضافة إلى 4 تايلانديين جنوب قطاع غزة.
وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، قد أفرجت عن محتجزتين روسيتين في وقت سابق من يوم الأربعاء، مشيرة إلى أن الإفراج جاء استجابة لطلب القيادة الروسية، وفق بيانها.