جثث متحللة وسط الشوارع في الجنينة.. ولا مستشفيات بدارفور

وسط هدوء نسبي في مدينة الجنينة بإقليم دارفور السوداني، بعد معارك دامية بين المساليت والقبائل العربية، عمدت فرق الإنقاذ إلى رفع الجثث من الشوارع.

فقد أعلن الهلال الأحمر بولاية غرب دارفور أن عملياته داخل الأحياء الملتهبة بالجنينة توصلت إلى رفع 23 جثة متحللة من الشوارع والميادين العامة.

كما أشار إلى أن عدد الجرحى وصل حتى الآن إلى 600 جريح، مضيفاً أنه فتح نقاطاً في الأحياء والمدارس لتقديم الخدمات العلاجية الأولية للمصابين.

وقال أبو بكر محمد شريف، مدير الهلال في الجنينة، باتصال مع العربية/الحدث، اليوم الأربعاء، إن البنية التحتية الصحية في غرب دارفور تضررت بشكل كبير، مؤكداً أن كل المستشفيات خرجت من الخدمة، فيما يتواجد العديد من الجرحى المصابين بإصابات خطيرة.

نهب أسلحة

أتى ذلك، فيما لا تزال المخاوف من اشتعال الإقليم وغرقه في حرب أهلية مجدداً، تتردد بقوة. فقد حذر مسؤول رفيع بولاية غرب دارفور، أمس من مغبة اندلاع حرب أهلية تشمل كل الإقليم، عقب نهب أسلحة تقدر بالآلاف من مخازن الأجهزة الأمنية بمدينة الجنينة. وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن “مسلحين يعتقد تبعيتهم لإثنية المساليت، تمكنوا من امتلاك نحو 7 آلاف قطعة سلاح من بينها أسلحة ثقيلة عقب فتح مخزن يتبع لرئاسة شرطة ولاية غرب دارفور إبان الاقتتال الدامي الذي شهدته الولاية خلال الأيام الفائتة، وفق ما نقلت سودان تريبيون.

في المقابل نفت المساليت اقتحامها لأية مخازن عائدة للسلطات الرسمية.

وكانت الجنينة شهدت الأسبوع الماضي أعمال عُنف دامية إثر تحول الصراع بين الجيش والدعم السريع الذي بدأ في 15 أبريل، لقتال بين المساليت والقبائل العربية راح ضحيته أكثر من 90 شخصا، وتدمير ونهب للعديد من المؤسسات الرسمية ومقار منظمات الإغاثة الدولية.

إلا أن المتقاتلين وقعوا قبل يومين اتفاقا لوقف الأعمال العدائية، وفتح الطرق والأسواق، فضلا عن الحدود مع دولة تشاد.

يزخر بذكريات أليمة

يشار إلى أن إقليم دارفور الشاسع غرب السودان، والذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، يزخر بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.

فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيل، وأدت أعمال العنف لمقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.

ورغم اتفاقيات السلام العديدة، فإن التوتر لا يزال مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه. وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

ابحث في الموقع

ترجمة - Translate