بدأ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في أبوظبي، الأربعاء، جولة خليجية تشمل الإمارات والسعودية، تهدف بشكل أساسي إلى حث الدول المنتجة للنفط على المساعدة في خفض الأسعار بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
ومن المفترض أن يلتقي جونسون ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قبل أن يتوجه إلى الرياض للاجتماع بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بينما تسعى أوروبا لتقليل اعتمادها على الخام الروسي.
وبحسب مكتب جونسون، تشكل الإمارات والسعودية أكبر شريكين اقتصاديين للمملكة المتحدة في المنطقة، حيث بلغت قيمة التبادل التجاري نحو 15,9 مليار دولار مع أبوظبي و13,9 مليار دولار مع الرياض في 2020.
ونقلت وكالة رويترز اليوم عن مصدر مطلع، إن الإمارات أكدت على التزامها باتفاق أوبك + بشأن الزيادة التدريجية في الإنتاج.
وفي الوقت الذي تواجه فيه بريطانيا شأنها شأن معظم دول الغرب حالة من الارتفاع في أسعار الطاقة، يحرص جونسون على تشجيع المنتجين على زيادة الإنتاج والحصول على إمدادات أخرى لتقليل العبء على المستهلكين وخفض الاعتماد على الصادرات الروسية.
وقال جونسون في بيان: “المملكة المتحدة تبني تحالفا دوليا للتعامل مع الواقع الجديد الذي نواجهه. على العالم وقف الاعتماد على الهيدروكربونات الروسية وحرمان بوتين من الاعتماد على النفط والغاز”.
“السعودية والإمارات شريكان دوليان رئيسيان في هذا المسعى. سنعمل معهما لضمان الأمن الإقليمي ودعم جهود الإغاثة الإنسانية وتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة العالمية على المدى الطويل”.
ويلقي بحث بريطانيا عن إمدادات طاقة جديدة بظلال من الشك على مسعاها لخفض الانبعاثات من أجل تحقيق هدفها بلوغ صافي الانبعاثات إلى الصفر بحلول 2050، وذلك مع تطلع المسؤولين إلى طرق لزيادة إنتاج النفط والغاز في الداخل، وكذلك زيادة الإمدادات من الخارج.
وستؤكد السعودية، ثالث أكبر موردي الديزل إلى بريطانيا، خلال الزيارة عزم مجموعة الفنار السعودية استثمار مليار جنيه إسترليني (1.3 مليار دولار) في مشروع لاستهاوس جرين فيولز في تيسايد بشمال شرق إنجلترا، والذي تأمل في أن ينتج وقود طيران مستداما من النفايات على نطاق كبير.
تحديات كثيرة
على غرار الولايات المتحدة، تخطط بريطانيا للتخلص التدريجي من واردات النفط الروسية، كجزء من عقوبات واسعة النطاق تستهدف الشركات والأثرياء الروس. وتمثل الواردات الروسية 8% من إجمالي الطلب على النفط في المملكة المتحدة.
وروسيا هي أكبر منتج للغاز في العالم، وثاني أكبر منتج للنفط بعد السعودية.
ويقول الباحث في شركة “فيريسك ميبلكروفت” البريطانية للاستشارات المتعلّقة بتقييم المخاطر توبورن سولفت لوكالة فرانس برس، إن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لخفض أسعار النفط لم تؤت ثمارها.
وأضاف أن التحديات “كثيرة أمام جونسون بينما يسعى لتأمين تحوّل في السياسة النفطية السعودية ومنظمة الدول المصدرة أوبك”.