دفع الجيش السوداني، اليوم الاثنين، بآليات ثقيلة لمنطقة النيل الأبيض لسد الترع ومنع توسع الفيضانات التي غمرت مدنا بأكملِها وأغرقت العشرات وشردت الآلاف، الأمر الذي دفع بالسلطات لإعلان حالة الاستنفار والطوارئ.
وقبل ذلك أعلنت اللجنة الوطنية العليا لدعم المتضررين من السيول والأمطار عن بدء تسيير قوافل الدعم الإنساني لولايات الجزيرة وكسلا وسنار والنيل الأبيض.
وأعلن مجلس الوزراء السوداني حالة الاستنفار والطوارئ بسبب كوارث السيول والأضرار التي طالت ست 6 ولايات، مؤكداً على ضرورة استنفار الجهود لاستقطاب الدعم الداخلي والخارجي ومساعدة المتضررين من الأوضاع بهذه الولايات.
في الأثناء، تفقد رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، المناطق المتأثرة بالسيول في ولاية النيل الأبيض.
ووجه البرهان بوضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار وشدد على ضرورة العمل على معالجة كافة الترع والعقبات التي قد تتسبب في زيادة الضرر على المتأثرين بالسيول والأمطار بالولاية.
وفاة زوجها وانهيار منزلِها
وطفت قصصٌ إنسانية مؤثرة في قرى ولاية الجزيرة السودانية التي باتت منكوبة بعد مداهمة السيول والفيضانات لها.
بتول (45 عاما) عينة عن الذين شردتهم الفيضانات، رفضت مغادرة ما تبقى من منزلِها وتنام بين الحطام.
عندَ كلِّ صباح تستيقظ بتول بين هذا الحطام، تتجولُ بين الركام لتتفقّدَ ما بقِيَ لها من هذا المنزلِ المدمّرِ غيرَ الذكريات.
حينما رأت فريق العربية والحدث الذي رصد أيضا شح الاحتياجات المقدمة لمئات الأسر في مراكز الإيواء من غذاء وكساءٍ ودواء، أجهَشت في البكاء، ما يوحي بأن لا أحدَ حتى اللحظة تمكّن من مواساتِها بالشكلِ المطلوب.
تقول إن مصيبتَها الأولى كانت وفاةَ زوجِها والثانيةَ هي انهيارُ منزلِها.
وإن كانت بتول ترفُض مغادرةَ بقايا هذا المنزلِ فهناك مئاتُ الأسرِ قرّرت اللجوءَ إلى مراكز إيواءٍ تجنبِّهُا السيولَ الجارفة.
والوضعُ لا يقِلُّ مأساوية، فالجدرانُ داخلَ مراكزِ الإيواء تَقي مئاتِ الأسرِ من المطر لكنها لا توفرُ لها الاستقرارَ والأمان، مياهُ الشُرب شَحيحة والغذاءُ قليل وأماكنُ قضاءِ الحاجة في حالةٍ يُرثى لها.
وينتظر جميعُ المنكوبين الإغاثة، فحالُهم بائسٌ وحزنُهم كبير على الموتِ والفَقدِ والدمار.