التقى المرشد الإيراني، علي خامنئي، مسؤولين كبارًا من حركة “حماس” في طهران؛ مجددًا دعمه للقضية الفلسطينية، ومؤكدًا انتقاداته للولايات المتحدة، بعد يوم واحد من رفضه إمكانية إجراء مفاوضات نووية مع أميركا.
وقال خامنئي، خلال الاجتماع، الذي عُقد يوم السبت 8 فبراير (شباط): “قضية فلسطين هي مسألة أساسية بالنسبة لنا، وانتصار فلسطين أمر مؤكد”.
وترأس الوفد رئيس مجلس شورى “حماس”، محمد إسماعيل الدرويش، وضم نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، خليل الحيّة، ورئيس “حماس” في الضفة الغربية، زاهر جبارين. واحتفلوا بما وصفوه بـ “الانتصار العظيم للمقاومة في غزة”، وأشادوا بالدعم المستمر الذي تقدمه إيران.
وجاء الاجتماع في وقت أعادت فيه الولايات المتحدة تطبيق سياسة “الضغط الأقصى” على طهران، مع إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تفضيله عقد مفاوضات نووية جديدة. ومع ذلك، رفض خامنئي بشدة أي احتمال للتفاوض مع الأميركيين، وقال في خطاب منفصل يوم أمس الجمعة: “لا يجب إجراء مفاوضات مع مثل هذا النظام؛ فهو ليس حكيمًا، ولا ذكيًا، ولا شريفًا”.
ورفض خامنئي أيضًا الضغوط الأميركية على إيران، مؤكدًا: “هذه التهديدات لا تؤثر على ذهنية أمتنا ومسؤولينا، أو شبابنا”. وأعاد التأكيد أن دعم إيران لقضية فلسطين لا يزال ثابتًا، ووصفها بأنها “مسألة محورية في أذهان الشعب الإيراني”.
وقال خامنئي، مخاطبًا قادة حماس: “أنتم لم تهزموا فقط النظام الصهيوني، بل في الواقع هزمتم الولايات المتحدة، فالأعمال العسكرية الأخيرة في غزة تعد جزءًا من مقاومة أوسع ضد النفوذ الغربي”.
وإضافة إلى رفضه للعروض الدبلوماسية، تجاهل خامنئي فكرة أن المفاوضات قد تخفف من معاناة إيران الاقتصادية.
ومنذ عام 2018، عندما أعاد ترامب فرض العقوبات التي تستهدف صادرات النفط الإيرانية وقطاعها المصرفي، تدهورت الاقتصاد الإيراني بشكل حاد. وقد زاد هذا التدهور بسبب عقود من سوء الإدارة الداخلية، والفساد، والتركيز على الأنشطة الخارجية بدلاً من رفاهية الشعب الداخلي.
كما فقد التومان الإيراني 95 في المائة من قيمته، وهبط بمقدار 22 ضعفًا، في حين استمر التضخم في حدود 40 في المائة خلال السنوات الخمس الماضية. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن أكثر من ثلث السكان يعيشون الآن تحت خط الفقر.