أكد محللون سياسيون أن النشر المتزامن للجدل بين خامنئي وهاشمي رفسنجاني حول المفاوضات مع الولايات المتحدة، على الموقع الرسمي للمرشد، والإذاعة والتلفزيون، قد يشير إلى أن خامنئي يمهد الطريق لإنهاء المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا.
وكانت محادثات فيينا قد توقفت قبل أسابيع قليلة بعد 6 جولات، فيما قال مسؤولون في وزارة الخارجية الإيرانية قبل أسبوعين إن مواصلة المحادثات أوكلت إلى حكومة إبراهيم رئيسي.
وقد تم بث هذا الفيديو القديم لأول مرة مساء أمس الأحد أول أغسطس (آب)، عشية اليوم الأخير لحكومة حسن روحاني، على الموقع الرسمي لخامنئي، والتلفزيون الإيراني.
وفي هذا الفيديو، يقول خامنئي، في لقاء سري مع أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام، يقول لأكبر هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام آنذاك: “أنت وروحاني ذكرتما فوائد المفاوضات فقط، ولم تذكرا الأضرار”.
وهذه الكلمات التي نطق بها خامنئي بنبرة حادة كانت رداً على كلام هاشمي رفسنجاني الذي كان يقول: “إن حسن روحاني [رئيس مركز دراسات مجلس تشخيص مصلحة النظام في ذلك الوقت] أعد قائمتين لـ[إيجابيات وسلبيات] المفاوضات والعلاقات مع الولايات المتحدة”.
إلا أن خامنئي خاطب هاشمي رفسنجاني بلهجة حادة أمام أعضاء آخرين في مجلس تشخيص مصلحة النظام، قائلاً إنها قائمة واحدة وليس هناك قائمة بالأضرار، وفيها فقط إيجابيات[المفاوضات مع الولايات المتحدة] وأنت بنفسك أضفت بخط يدك [بعض فوائد المفاوضات مع الولايات المتحدة”]”.
ويرد هاشمي بأنه كان هناك جزء أقل من الأضرار، لكن خامنئي يؤكد أن الأمر لم يكن كذلك.. و”أنك أنت وحسن روحاني كتبتما فقط الإيجابيات”.
وفي جزء آخر من الفيديو المنشور، قال خامنئي وهو يضرب الطاولة بينه وبين هاشمي رفسنجاني بيديه: “صوت السيد هاشمي مسجّل في مجلس الأمن القومي، الذي يقول إن القيادة [خامنئي] لديها حجج في هذا الصدد، وليس لدينا إجابة عليها”.
ثم يذاع جزء من صوت هاشمي رفسنجاني وهو يقول: “نعم قلت ذلك”.
وبحسب موقع خامنئي الرسمي، فإن موعد تصوير هذا الفيديو كان أبريل (نيسان) 2012، خلال لقاء مع أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام، وكان موضوع الخلاف بين خامنئي ورفسنجاني تجربة التفاوض و”الثقة في الولايات المتحدة”.
وكان خامنئي يعارض بشدة المفاوضات مع الولايات المتحدة، خلال الاجتماع، وبحسب ما قاله علي أكبر صالحي، الرئيس الحالي لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية ووزير الخارجية في حكومة محمود أحمدي نجاد، كان خامنئي قد سمح بإجراء “محادثات سرية مع الولايات المتحدة” في منتصف عام 2011.
وقد قال صالحي في هذا الصدد: “في منتصف عام 2011، بعد تلقي رسالة من السلطان قابوس، حددت موعدًا للقاء خاص مع السيد [خامنئي]. في هذا الاجتماع، أشار المرشد إلى عداء الولايات المتحدة وعدم وفائها بوعودها مع إيران، لكنني قلت أصدروا الإذن بالتفاوض مع الولايات المتحدة لإتمام الحجة، وقال المرشد، أنا لا أعارض المفاوضات”.
هذا وقد ظهر محمد حسين صفار هرندي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، الذي كان حاضرا في الاجتماع السري بين خامنئي ورفسنجاني، في برنامج تلفزيوني، مساء أمس الأحد، بالتزامن مع عرض فيديو الاجتماع، وقال إن سبب استياء خامنئي في هذا الاجتماع هو أن هاشمي رفسنجاني أكد، قبل بضعة أيام، على “ضرورة التواصل مع الولايات المتحدة” في مقابلة طويلة مع نشرة دورية ربع سنوية.
وقال عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام إن خامنئي ورفسنجاني سبق وأن ناقشا قضايا مختلفة في اجتماعاتهما الثنائية، لكن هذه كانت المرة الأولى التي يتناقش فيها خامنئي مع رفسنجاني بحضور أعضاء مجمع تشخيص مصلحة النظام، حتى أنه خاطبه قائلاً: “ما هذا الذي تتحدث عنه هذه الأيام عن العلاقة مع الولايات المتحدة؟”
وفي إشارة إلى سرية الفيديو ومضمون الاجتماع، قال صفار هرندي إن عرض الفيديو أظهر أن خامنئي رفع السرية عن الفيديو، في “وضع جديد”، وبعد “حظر” دام 9 سنوات.
وربط عضو مجلس المصلحة ضمنيًا نشر الفيديو بمحادثات فيينا، قائلاً إنه في محادثات فيينا، كان لرئيس فريق التفاوض، عباس عراقجي مواقف قوية، لكن حسن روحاني سعى إلى اتفاق بأي ثمن، وهو وحكومته “خسرا التفاوض”.