فيما تستضيف فيينا لليوم الثاني على التوالي الجولة الثامنة للمباحثات النووية، اليوم الثلاثاء، بين إيران والقوى العالمية، تنتظر كل من واشنطن وطهران لمعرفة ما إذا كان موقف الطرف الآخر قد خفف خلال فترة الانقطاع التي استمرت 10 أيام.
ويتوقع الوفد الأميركي، الذي لا يشارك أعضاؤه في محادثات مباشرة مع نظرائهم الإيرانيين، أن يتراجع النظام في طهران عن المواقف المتطرفة التي قدمها في الجولة السابقة. ورفضت فيها إيران العودة إلى التفاهمات التي تم التوصل إليها في الماضي، واشترطت أي تقدم في المحادثات برفع واشنطن للعقوبات.
فرص التوصل لاتفاق ضئيلة
فيما قدر كبار المسؤولين الأميركيين، الذين تحدثوا مع نظرائهم الإسرائيليين، أن فرص المحادثات التي تسفر عن اتفاق منخفضة وفقاً لصحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وعلى الرغم من ذلك حذرت إسرائيل مؤخرًا من أن استعداد واشنطن للعودة إلى جولة أخرى من المحادثات يشير إلى أنها قد تتنازل عن قضية العقوبات، حتى مقابل صفقة لن تعرقل بشكل واضح جهود إيران النووية المستمرة.
الوقت ينفد
ووفقًا للتقديرات في إسرائيل، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية كانون الثاني (يناير)، فستصبح إيران دولة ذات قدرة نووية تجعل الاتفاق النووي بلا معنى، كما تعتقد إدارة بايدن أنه من غير المجدي تمديد المحادثات لفترة أطول.
بدوره، قام مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، بزيارة إلى إسرائيل الأسبوع الماضي في محاولة لتهدئة قادتها. ووعد بعدم رفع العقوبات دون ضمانات بتراجع إيران من برنامجها النووي. وفوجئ مسؤول إسرائيلي رفيع بأن واشنطن فشلت في توقع التعنت الإيراني وليس لديها خطة بديلة إذا فشلت المحادثات.
“قد تصعد سلوكها”
مع ذلك، تمكن سوليفان من تهدئة مستمعيه إلى حد ما. وأبلغ عن وجود جبهة موحدة ضد إيران، وفي مقابلة مع صحيفة “هآرتس” في نفس اليوم ، أعلن عن موعد نهائي واضح لانتهاء المحادثات، ملمحًا إلى أن الولايات المتحدة قد تصعد سلوكها تجاه إيران إذا فشلت المحادثات.
وقال “نريد التأكد من تطبيق نظام العقوبات على الاقتصاد الإيراني ونناقش مع شركائنا بما في ذلك إسرائيل، الشكل الذي قد يتخذه الضغط في المستقبل ولن أتوسع أكثر”.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن فرص عودة الأطراف إلى الاتفاق النووي الأصلي ضئيلة، وقد رسموا سيناريوهين رئيسيين: الأول هو انهيار المحادثات، مما يؤدي إلى “صراع خاضع للسيطرة” مع إيران في المستقبل القريب، وربما يقنعها للعودة إلى الطاولة لاحقًا؛ والسيناريو الآخر هو السيناريو الذي توافق فيه الولايات المتحدة والقوى الأخرى على صفقة جزئية (يطلق عليها “الأقل مقابل الأقل”) لتخفيض العقوبات مقابل الامتيازات النووية الإيرانية المخفضة.