إن داعية الرافضة في لبنان المسمى حسن نصر الله هو داعية فتنة ، وإمام ضلال ، فهو وأعضاء حزبه يحملون فكراً عقائدياً ضالاً أضلَّوا به أقواماً ، ودمَّروا به بلداناً عربية إسلاميةً ، وشرَّدوا به شعوباً مغلوبة على أمرها! ، بل أزهقوا به أرواحاً بريئةً ، وانتهكوا به حرمات مصونة.. ولأنه رأس القوم وخطيبهم وأمين حزبهم العميل! ، ولا أمانة لعميل خائن لدينه وأمته ووطنه ، فقد كتبتُ عنه مقالاً في الثامن من ربيع الثاني من عام 1433ه ، أي قبل ثلاثة عشر عاماً ، وكان بعنوان: ( خميني أذناب العرب.. هل عرفتموه؟! ) ، وقد بيَّنتُ في ذلك المقال أننا حينما نشاهد أو نتأمل في أوجاع الأمة ومصائبها ، وما يحل بها من نكبات وكوارث.. علينا أن نتذكر النصوص الشرعية التي تحذر الأمة من المنافقين والعملاء ، والخونة والمأجورين الذين تسيِّرهم أهواء ضالة ، وعقائد منحرفة ، ومآرب شخصية ، ومنافع ذاتية متبادلة مع طرف أو أطراف معادية للدين والأمة قديماً وحديثاً..
وقلت : إننا إذا فعلنا ذلك فسنرى أن الأمة تؤتى من قبل هؤلاء المنافقين الخونة أكثر مما تؤتى من قبل أعدائها الصرحاء! الذين لا يخفى أمرهم ، ولا يلتبس حالهم ؛ لأن المنافقين طبيعتهم المكر والخديعة والتمويه!! .. يلبسون العمائم ، ويلوون أعناق النصوص الشرعية ، ويقسمون بالله جهد أيمانهم (( إنهم لمعكم .. ، والله يشهد إنهم لكاذبون ))…
ثم إنني كتبتُ مقالاً آخر بتاريخ الرابع من شهر جمادى الثانية 1437ه بعنوان: ( خميني لبنان.. وعقيدته الجهادية ) ، وسبب ذلك المقال أنه عندما انطلقت عاصفة حزم إمام المسلمين وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لتعيد الحق إلى أهله ، والأمور إلى نصابها ، ولتردَّ عادية الروافض المجوس عن بلاد المسلمين في اليمن الحبيب .. عند ذلك أوعز الروافض المجوس في طهران إلى ذنبهم الوضيع ، وخادمهم المطيع ، ليكون شيطاناً ناطقاً ، وأفَّاكاً كاذباً ، يكيل السباب والشتائم للمملكة وقيادتها الرشيدة ، ويهدد ويتوعد بلاد الحرمين – حرسها الله وأهلها – ، فنصب شاشته المعهودة ، وصفَّ أتباعه البلهاء ، وأخذ يهدد ويتوعد ، ويحلل الأحداث ، ويشرح أضغاث أحلامه ، ووساوس شياطينه!.. وكان مما فعله في تلك الأيام أنه أعلن على شاشته للعالم أجمع أن السعودية هي عدوته الأولى! ، وأن أشرف وأفضل وأعظم شيء عمله بحياته هو وقوفه ضد المملكة العربية السعودية! ، وبالأخص خطابه في ثاني أيام عاصفة الحزم! ، وقال: ( هذا أعظم شيء بحياتي أنا عملته ، وبشعر إن هذا هو الجهاد الحقيقي!! ). وقال: ( المطلوب أن يسفك الدم السعودي من أبناء وضباط الجيش السعودي..).
وأما عداؤه لقيادة المملكة وتهديداته وتحريضه المتكرر عليها فشيء لا حدود له!.. فعداؤه لأهل السنّة هو الجهاد الحقيقي عنده هو وأتباعه! ، وحربهم على أهل السنة في سوريا واليمن والعراق وغيرها هي الحرب المقدَّسة في معتقدهم الضال!.
وأما فتنته للمسلمين عامة، وللعرب خاصة ، فهي تتكرر كلما رفع شعار المواجهة مع العدو الصهيوني المحتل! ، ففي عام 2006م غامر بلبنان في حرب خاسرة مع الصهاينة! ، فحصلت فتنة بين المتأثرين به الناقمين على العدو الصهيوني ، وبين المدركين لحقيقته وحقيقة حزبه وأطماعه وتوجهاته!.. ولم يستفق المتأثرون بدعايته الإعلامية إلا بعد أن رأوا أذناب حزبه يذبحون إخوانهم في سوريا! ، وينتهكون أعراضهم! ، ويدمّرون بيوتهم! ويستولون على ممتلكاتهم!!.
وقبل كل هذا فهو منذ شبابه ومقتبل عمره عميلاً رافضياً لإيران المجوسية ودجَّالها الخميني الذي ابتدع فكرة ( الولي الفقيه ) الذي ينوب عن مهدي الرافضة المزعوم!! ، فكان مما قاله حرفياً : ( ومشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره كوننا مؤمنين عقائديين هو مشروع الدولة الإسلامية وحكم الإسلام ، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة ، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الإمام الخميني )!!.. وقد بَقِيَ سادراً في غيه! ، مصراًّ على بدعته! ، متباهياً بضلاله! المبين! ، وعدائه الشديد لأهل السنّة والجماعة! ، متبجحاً بالدعم الإيراني غير المحدود له ولحزبه الذي أجرم كثيراً في حق الإسلام والمسلمين ، وخصوصاً في البلدان العربية! وأولها لبنان الجريح المختطف من ذلك الحزب العميل!.
لقد أجرم هو وحزبه في حق العرب كثيراً ، فكم قتلوا من الفلسطينيين في مخيمات لبنان! ، وفي العراق بعد سقوط نظام صدام حسين! ، وكم قتلوا من أبناء الشعب السوري والعراقي واليمني والبحريني!.. وأما لبنان فقد احتلَّه حسن نصرالله هو وحزبه وقتلوا رئيس وزرائه رفيق الحريري في عام 2005م ، وفرضوا فيه رؤية الحزب بقوة السلاح! ، وسلَّموا سيادته للحرس الثوري الإيراني!.
وفي هذه الأيام العصيبة على لبنان وفلسطين خاصة ، وعلى الأمة كافَّة وصلت الأمور بين حزب حسن نصر الله والعدو الصهيوني إلى مرحلة المواجهة التي لم يجد له منها مفرٌ رغم عدم رغبته فيها ؛ لكنها أقدار الله العادلة ، فإنه جلَّ في علاه يرمي الظالمين بالظالمين ، ويسلط بعضهم على بعض عدلاً منه ، وحكمة بالغة! من لدن حكيم عليم.
ولا شكَّ أن حسن نصر الله كان مغروراً بقوته وقدراته! ، ومخدوعاً بالدعم الإيراني!.. لكنه كان مخترقاً بشكل فاق كل التقديرات والتوقعات! ، كما أن إيران المجوسية الخائفة خانته في لحظة المواجهة الأخطر عليه وعلى حزبه! ، وعلى لبنان الجريح المنكوب!.
إن الجمهور العام من العرب خصوصاً ، والمسلمين عموماً يفتتنون في ظل هذه الأوضاع المؤلمة والمؤسفة التي تتعرض فيها أرضهم وبلدانهم وإخوانهم لعدوان ظالم غاشم من قبل الصهاينة المعتدين الحاقدين المدعومين من الغرب المتغطرس الظالم والطامع في ثروات العرب وأراضيهم.. فإذا رأوا من يرفع شعار المقاومة والتصدي لهذا العدوان ولو بالشعارات الفارغة ، والأكاذيب المضلِّلة فإنهم يمجدونه ويمدحونه ويهتفون باسمه! دون النظر إلى الحقائق ! ، والتثبت من صدق الدعوى على أرض الواقع!.. وهكذا فعل حسن نصر الله وحزبه رفعوا الشعارات وضلّلوا الأمة ، وادعوا زوراً وكذباً وبهتاناً بأنهم المقاومة التي ستحرر الأرض ، وتدمّر العدو الصهيوني!!.
إن الرافضة دينهم وديدنهم الكذب دون خوف من الله! ، أو حياءٍ من الناس! ، فهم أكثر الناس كذباً ، وأخبثهم معتقداً ، وأضلهم مقصداً.. وأقرب الأدلة على ذلك ما فعلته إيران المجوسية مع أذنابها في المنطقة العربية فقد غررت بهم فأقحمتهم في المعارك التي لا قبل لهم بها! ، ثم تخلت عنهم!.. كما فعلت مع حسن نصرالله وحزبه في لبنان ، فقد باعتهم بأبخس الأثمان! لتتقارب مع الشيطان الأكبر الذي أوهمتهم أنها تعاديه دون هوادة!.
لقد هلك حسن نصر الله على أيدي الصهاينة المعتدين الظالمين بعد تاريخ أسود من العداء الشديد لكل من يقف ضد المشروع الإيراني الخبيث في الوطن العربي.. ورغم أن إيران هي من تخلت عنه وضحت به وبحزبه العميل! ، إلا أن الرافضة لن يتوقفوا عن اللعب بالشعارات الفارغة لمخادعة عقول الأغبياء الذي لا يفهمون ولا يعقلون ولا يتعظون! ، بل هم في غيهم وجهلهم سادرون!.
إن أهل السنّة يؤلمهم أن ينتصر العدو الصهيوني الظالم المعتدي على أي عربي يدافع عن وطنه وأبناء شعبه.. ولكن أصبح الحال كما قال الشاعر العربي الأصيل :
من دُونِ صهيون بذَّتْنا صَهَايِنَّا .. تَكْفُر بالإسلام وتْرَكِّزْ كَمَايِنْهَا
فقد كان حسن نصر الله وحزبه ، وكل المليشيات التي أوجدها الحرس الثوري الإيراني يتبجحون باسم الأمة ، ويبيعون ويشترون بقضاياها! ، ولا يقبلون نصحاً أو توجيهاً ، بل ويتهمون غيرهم بالخيانة والعمالة والجبن!.. فأضروا بالأمة وقضاياها العادلة كثيراً ، وتسببوا في نكبات ومآسِيَ لا حصر لها ! ؛ لأنهم يسيرون ضمن المخطط الإيراني الخبيث الذي يتلاقى مع المخطط الصهيوني والغربي الماكر في نقاط ومراحل ، ويختلفان في نقاط ومراحل .. وأهم نقاط الاتفاق والتلاقي بين المخططين الخبيثين : هو الاتفاق على إضعاف العرب وتمزيقهم ، وإشغالهم عن التوحد والتعاون والتكامل ؛ لأن ذلك لو تحقق للعرب فسيمنحهم الأمن والرخاء والاستقرار ، وفرض السيادة ، والتفرغ لبناء المستقبل بالعلم النافع ، والعمل الصالح ، والخروج من دوامة الحروب والصراعات ، والأحقاد الطائفية المقيتة.. فهل يتمكن العرب من مقاومة هذين المخططين الخطيرين على الوطن العربي كله؟!.. نسأل الله العون والنصر والتمكين ، وأن يجمع كلمة الأمة على الحق والهدى والرشاد.
د. علي بن يحي بن جابر الفيفي
الاثنين 27 ربيع الأول 1446ه.