توعد النظام الإيراني إسرائيل بالرد على مقتل رضي موسوي، أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني وأحد الشخصيات المقربة من قاسم سليماني، بعد هجوم للجيش الإسرائيلي على مشارف دمشق.
ووصف الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الهجوم على موسوي بأنه “خبيث” ودليل على “عجز إسرائيل وإحباطها” في المنطقة، وهدد بأن إسرائيل “ستدفع ثمن هذه الجريمة”.
وأعلن حسين أكبري، سفير إيران في سوريا، أن موسوي كان “دبلوماسيا” و”مستشارا ثانيا” للسفارة الإيرانية في دمشق.
وبحسب قول أكبري، فقد غادر هذا القائد بالحرس الثوري الإيراني مكتبه في سفارة إيران في الساعة 14:00 بتوقيت سوريا وتوجه إلى مقر إقامته في الزينبية بدمشق.
وأضاف أن مقر إقامة موسوي استهدف “على ما يبدو بثلاثة صواريخ” الساعة 16:20 بتوقيت سوريا وسقطت جثته في الفناء بسبب شدة الانفجار.
وأشار سفير إيران في دمشق إلى أنه وفقا للاتفاقيات الدولية فإن أمن الدبلوماسيين هو مسؤولية الدولة المضيفة، ويعتبر اعتداء إسرائيل على هذا القائد بالحرس الثوري الإيراني “جريمة” و”انتهاكا” لأمن سوريا.
كما وصف رضا طلائي نيك، المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية الهجوم الإسرائيلي على موسوي بأنه “انتهاك واضح لسيادة سوريا” وقال إن “تصرفات الولايات المتحدة والنظام الصهيوني خارج ميدان غزة علامة على الترويج للحرب”.
وهدد طلائي نيك بأن إيران سترد بشكل “قوي” و”ذكي” على هذا الهجوم.
وأشار جعفر أسدي، أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، والذي قدمته وكالة “تسنيم” الأمنية على أنه “القائد السابق للمستشارين الإيرانيين في سوريا”، إلى مقتل موسوي، وقال إن إسرائيل تعتزم توسيع نطاق الحرب في المنطقة.
ووفقا لقوله، استهدفت إسرائيل أيضا هذا المكان في الزينبية بدمشق خلال الأسابيع الماضية، لكنها فشلت في قتل موسوي.
وأعلن أسدي: “هذه المرة، وبفضل الجواسيس الذين كانوا لديهم، تمكنوا من تحديد موقعه الدقيق”.
وأضاف أن موسوي كان “موثوقًا ومؤتمنا” من قبل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وبشار الأسد، رئيس الحكومة السورية، كان على دراية “بخدماته”.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، إن طهران ستقدم “الرد المناسب” على التحرك الإسرائيلي في “الوقت والمكان المناسبين”.
وأفادت وسائل الإعلام المحلية بإيران، في 25 نوفمبر، أن “رضي موسوي، المعروف باسم السيد رضي”، أحد أقدم قواد الحرس الثوري الإيراني في سوريا، قُتل خلال الهجوم الإسرائيلي على منطقة الزينبية بريف دمشق.
وقبل دقائق من الإعلان الرسمي عن هذا الخبر من قبل وسائل الإعلام الإيرانية، أعلنت شبكة الميادين اللبنانية أيضًا عن مقتل أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في الهجوم الإسرائيلي على سوريا.
وأعلنت العلاقات العامة بالحرس الثوري في بيان لها وهي تؤكد خبر مقتل موسوي، أنه “كان رفيقا لقاسم سليماني ومسؤولا عن دعم جبهة المقاومة في سوريا”.
وقدمت “صابرين نيوز”، وهي منصة إعلامية قريبة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، رضي موسوي باعتباره “المسؤول عن الدعم واللوجستيات لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا”.
وفي الشهرين الماضيين، وبعد هجوم حماس على إسرائيل، تعرضت المناطق المحيطة بدمشق، حيث تتواجد معظم قوات الحرس الثوري الإيراني المتمركزة في سوريا، لهجوم من قبل إسرائيل.
وأعلن الحرس الثوري، السبت 2 ديسمبر، مقتل اثنين من عناصره في هجوم إسرائيلي على الأراضي السورية، كما أعلن عن هوية هذين الشخصين وهما محمد علي عطائي شورجه، وبناه تقي زاده.
وفي الصباح نفسه، ذكرت وسائل الإعلام أن الجيش الإسرائيلي استهدف القواعد التابعة لحزب الله وإيران، في ضواحي العاصمة السورية دمشق، بهجمات صاروخية.
وبحسب مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام إيرانية، قال رضي موسوي في وقت سابق، إن قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قال له: “أنت كبرت في السن ويجب أن تستشهد”.
هذا ولا يوجد الكثير من المعلومات حول ماضي موسوي وسجلاته، ولكن في الفيلم الوثائقي الذي يحمل عنوان “رحلة لمدة عشرين دقيقة” والذي تم إنتاجه ونشره عن سليماني، لم يظهر وجه موسوي ولم يظهر سوى صوته وجسده من الذقن إلى الأسفل.
ويقول في هذا الفيلم الوثائقي، إنه بعد انتشار شائعات عن مقتل سليماني، اتصلت به زينب ابنة قاسم سليماني، وقالت له: “عمي أين أبي؟” قلت إنه ذهب لرؤية بشار الأسد والآن لا يستطيع الكلام”.
كما كررت ابنة قاسم سليماني كلام موسوي في هذا الفيلم الوثائقي، ما يؤكد قربه من قاسم سليماني وعائلته.
وكتبت عنه وكالة “مهر” للأنباء: “السيد رضي متواجد في سوريا ولبنان منذ عام 1987، يخدم جبهة المقاومة”.
وأفادت “إيران إنترناشيونال”، سبتمبر 2022، في خبر خاص، أن مكتب دعم القوات اللبنانية والذي يعرف بالوحدة 2250 هو مؤسسة لوجستية إيرانية تأسست عام 1990 وهي فرع من الوحدة 2000 ويديرها شخص يدعى “السيد رضي”.
وبحسب هذا التقرير فإن المقر الرئيسي لهذا المكتب يقع في مدينة دمشق، إلا أن هناك فروعا مختلفة لهذا المكتب في مناطق مختلفة من سوريا، بما في ذلك ضواحي دمشق واللاذقية وحماة وحلب ودير الزور.
ويعد هذا المكتب مسؤولا عن استلام المعدات القادمة من إيران إلى سوريا، وكذلك تخزينها، وهو مسؤول أيضا عن إدارة ممتلكات القوات الداعمة لحزب الله، وحتى مرافقة واستضافة كبار المسؤولين الإيرانيين وعائلاتهم عند وصولهم إلى سوريا، وذلك بالتنسيق مع كبار مسؤولي النظام السوري.