بحسب آخر إحصائيات “قيادة مقر الأربعين”؛ طلب مليون و335 ألف شخص المشاركة في مسيرة الأربعين من إيران للعراق هذا العام، وهو ما يعادل نحو ثلث المشاركين في العام السابق، وذلك رغم دعم الحكومة الإيرانية لهذا الحدث، بما في ذلك إرسال الأطباء، وتقديم الخدمات الطبية، ودفع القروض.
وأعلن رئيس “المقر التنفيذي لأمر الإمام”، عارف نوروزي، أن “أكبر مستشفى متنقل وأكثره تجهيزا في الشرق الأوسط” ستنشره هذه المنظمة على الطريق من النجف إلى كربلاء.
وأضاف أن هذا المستشفى يمتلك أحدث المرافق الطبية المجهزة والمتطورة.
وسبق وأعلن أنه تم إرسال 22 ألف فرد من الكوادر الطبية وقوات الإغاثة إلى حدود إيران والعراق لحضور هذا الحفل.
أيضًا، وفقًا لما أعلنه رئيس جامعة “كرمانشاه” للعلوم الطبية، سيتم نشر 7 مستشفيات وعيادات ميدانية وطائرتي هليكوبتر للإسعاف، وأكثر من 100 سيارة إسعاف على حدود خسروي لتقديم الخدمات الطبية لزوار الأربعين.
لكن إرسال القوات والمرافق الطبية إلى الحدود لا يقتصر على هذه الحالات فقط، فبحسب تقرير جمعية الهلال الأحمر الإيراني، سيتم تخصيص أكثر من 4 آلاف طبيب ومعهم حوالي 400 طن من الأدوية والمعدات لمسافري الأربعين.
جدير بالذكر أن تخصيص هذه الخدمات الخاصة يأتي في وضع اشتكت فيه السلطات المسؤولة في إيران مرارًا وتكرارًا وحذرت من نقص الممرضات والمعدات الطبية وخاصة الأدوية.
وفي الصيف الماضي، خلال مراسم الأربعين، واجهت إيران نقصا في “المصل”، ولم يتم تعويض هذا النقص في مستشفيات البلاد ومراكزها الطبية إلا بعد أشهر.
ولكن بالإضافة إلى الطاقم الطبي، تركز أيضًا قوات الخدمة في البلديات، والنقل البري والطرق السريعة في البلاد على مراسم الأربعين.
ويعد نشر 4000 موظف من بلدية طهران بداية من 25 أغسطس (آب) إلى يومين بعد مراسم الأربعين في إيران والعراق أحد هذه الأمثلة.
كما قال مساعد النقل في منظمة النقل البري، حميد رضا شهركي، إنه بالإضافة إلى 15 ألف مركبة من أسطول النقل العام، سيتم أيضًا استخدام طاقة أسطول الأجهزة التنفيذية والشركات والمصانع في رحلات الأربعين هذا العام.
من ناحية أخرى، تم إنفاق 350 مليار تومان على طلاء الأسفلت لطرق الأربعين في محافظة إيلام، وهي إحدى المحافظات المحرومة في البلاد.
يأتي إرسال القوات والمعدات الإيرانية لحضور مراسم الأربعين في حين أنه بحسب ما قاله بعض المواطنين فقد تم تقليل عدد الحافلات في المدن وبين المدن في العديد من المحافظات ما أخل بعملية نقل الركاب.
ويعد الانتظار لساعات ودفع رسوم متعددة لتذاكر الحافلة من المشاكل التي يواجهها المواطنون خلال رحلات الأربعين.
وفي قطاع المواد الغذائية والوقود، وبناء على إعلان الجمارك الإيرانية بشأن حصة السلع الأساسية التي تحتاجها المواكب خلال الأربعين، سيتم نقل أكثر من 30500 طن من المواد الغذائية و800 ألف لتر من البنزين إلى العراق.
ويأتي تخصيص هذه الكمية من الوقود لحفل الأربعين في ظل انتشار تقارير عدة خلال الأسابيع الماضية حول أزمة نقص البنزين وتشكل طوابير طويلة من السيارات أمام محطات الوقود أو إغلاق محطات في المدن الإيرانية.
وإلى جانب حشد القوات والمرافق والتجهيزات، تتواصل جهود النظام الإيراني لإقامة مراسم الأربعين بطرق أخرى، ومن المقرر أن تقدم الحكومة قروضا لتشجيع المواطنين على حضور هذه المراسم.
لكن بمقارنة الإحصائيات التي قدمتها المصادر الرسمية، يبدو أن إقبال المواطنين على حضور هذه المراسم هذا العام مقارنة بأربعينية العام الماضي قد انخفض بشكل ملحوظ، وهو ما أرجعه بعض المحللين إلى انتفاضة “المرأة، الحياة، الحرية”، وثورة الإيرانيين ضد نظام الجمهورية الإسلامية.
وبحسب آخر إحصائيات قيادة مقر الأربعين، فإنه منذ بداية تسجيل المتقدمين للمشاركة في مراسم الأربعين لهذا العام، سجل حوالي مليون و150 ألف شخص أسماءهم في نظام مسيرة الأربعين (سماح) ومليون و335 ألف شخص قدموا طلبات الحصول على التأشيرة، وتم إصدار جوازات السفر لنحو نصف المتقدمين.
يأتي ذلك في حين أنه، بحسب ادعاء وكالة أنباء “فارس” التابعة للحرس الثوري الإيراني، خلال أربعينية عام 2022، توجه نحو ثلاثة ملايين و500 ألف إيراني إلى العراق خلال هذه المراسم.