رغم دخول اتفاق جديد لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ رسمياً، ليل الاثنين، فإن أصوات معارك وغارات جوية دوت في العاصمة السودانية الخرطوم.
وأوضحت مصادر أن دوي المدفعية والقصف وتحليق الطائرات بدد حالة الهدوء النسبي التي سادت الخرطوم مع دخول اتفاق جديد لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ رسميا.
وتحدثت وسائل إعلام عن سماع أصوات اشتباكات وغارات جوية جنوب العاصمة وفي الضواحي الشمالية الشرقية للخرطوم بعد الموعد المحدد للهدنة، بالإضافة إلى وقوع اشتباكات في منطقة الكدرو شمال الخرطوم بحري، ومواجهات في شارع الغابة وسط الخرطوم.
تحذيرات أممية من تفاقم النزاع
وحذّرت الأمم المتحدة، الاثنين، على لسان مبعوثها إلى السودان فولكر بيرتس من “عرقنة متنامية” للنزاع الذي يشهده هذا البلد منذ أكثر من شهر، داعية طرفي القتال إلى التزام أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم بينهما.
كما حذّرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن عدد الذين يلجأون إلى تشاد هرباً من المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر في السودان “يتزايد بسرعة كبيرة” وقد بلغ حوالي 90 ألف لاجئ.
وبدأ سريان الهدنة التي تمتد أسبوعاً، رسمياً عند الساعة 19:45 بتوقيت غرينيتش، بعد يوم شهد تواصل الغارات الجوية والانفجارات في الخرطوم.
لكن يبدو أن مصيرها مهدد بأن يكون كسابقاتها، إذ أفاد سكان في الضواحي الشمالية الشرقية للخرطوم لوكالة فرانس برس عن سماع أصوات اشتباكات بعد موعد بدء وقف النار.
وفي جنوب العاصمة، أفاد سكان عن “سماع أصوات غارات جوية بعد الموعد المحدد للهدنة”.
اتفاق جدة
يشار إلى أنه تم توقيع اتفاق في مدينة جدة السعودية، ليل السبت الأحد، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع التي يرأسها محمد حمدان دقلو، نص على تنفيذ وقف لإطلاق النار لمدة 7 أيام من أجل تسهيل مرور المساعدات الإنسانية.
ما عزز شكوك العديد من السودانيين حول إمكانية أن تصمد هذه الهدنة، لاسيما أن الطرفين اتفقا سابقاً على ما يقرب من 12 هدنة خرقت كلها بعد دقائق على دخولها حيز التنفيذ.
خسائر فادحة في البنية التحتية
فيما خلّف القتال الذي تفجر في 15 أبريل الفائت (2023) بين الجانبين، خسائر فادحة في البنية التحتية.
إذ خرج معظم المستشفيات عن الخدمة، سواء في الخرطوم أو إقليم دارفور غرب البلاد حيث اشتد القتال أيضاً.
مقتل المئات
كما أُجبِر الذين لم يتمكنوا من الفرار من سكان العاصمة البالغ عددهم 5 ملايين نسمة تقريباً على ملازمة منازلهم بلا ماء أو كهرباء.
وقُتل أكثر من 860 شخصاً، وأصيب ما لا يقل عن 5287، بحسب منظمة الصحة العالمية، على الرغم من أنه يُعتقد أن العدد الحقيقي للقتلى أعلى من ذلك بكثير.